ازدهرت خلال هذا العام الصفقات العقارية الخاصة بالشقق السكنية حيث بلغت قيمة صفقاتها خلال التسعة أشهر الأولى من هذا العام نحو 9.0 مليار ريال، في حين لم تتجاوز قيمة الصفقات في نفس الفترة من العام الماضي 7.2 مليار ريال , أي حققت زيادة بنسبة 25.0 % ، وتشير التوقعات إلى أن سوق الشقق السكنية هو السوق الرئيس الذي سيحتل الصدارة في السوق العقاري خلال سنوات قليلة.
ويعتبر سوقاً الشقق السكنية في المملكة من الأسواق الواعدة التي تبشر بمستقبل مشرق في خارطة السوق العقاري، خاصة مع اكتمال بنية الشقق الجديدة التي تطرحها وزارة الإسكان، فضلاً عن شقق المطورين العقاريين من القطاع الخاص, وعلى الرغم من ضعف تمثيل قيمة صفقات الشقق السكنية (3.0%) إلا أننا نتوقع زيادة قيمة صفقاتها في السنوات القادمة, وخاصة في ظل تعزيز ثقافة خيار الشقق السكنية كحل رئيس لأزمة الإسكان، وخصوصًا في ظل التبني الحكومي له عبر سياسات وزارة الإسكان.
ويبدو انتعاش سوق الشقق السكنية محفزاً لملاك الأراضي البيضاء لتطويرها وبناء مجمعات سكنية عليها أو بيعها لمطورين عقاريين لنفس السبب, وبالتالي فإن السوق يتحرك في اتجاه تحريك الأراضي الخام لبناء عمائر لشقق سكنية، ما يعني أن الصفقات المتركزة حاليًا في الأراضي ستختفي شيئًا فشيئًا لكي تظهر في صورة عمائر وشقق سكنية.
وفي المقابل نجد أن قيمة صفقات الأراضي في نفس الفترة (الشهور التسعة الأولى) من العام (1436هـ) وصلت إلى نحو 255.8 مليار ريال، مقارنة بنحو 319.2 مليار ريال للفترة نفسها من العام السابق.. أي أن صفقات الأراضي تشهد نوعًا من التراجع هذا العام عن مستوياتها في العام السابق، مما يبرهن للحذر والترقب الذي طال بيع وشراء الأراضي. والجدير ذكره أن قيمة الصفقات العقارية للأرباع الثلاثة من هذا العام وصلت إلى 301.1 مليار ريال، مقابل نحو 359.3 مليار ريال الأرباع الثلاثة نفسها من العام السابق 1435هـ.