مقالات عقارية.. مقالات أملاك.. واقع ومستقبل المساحات المكتبية
عبدالرحمن بن علي آل قوت
قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، إن عدد الشركات التي حصلت على تراخيص لمقارها الإقليمية في السعودية بلغ 180 شركة حتى الآن، مقارنة بالعدد المستهدف البالغ 160 شركة.
وأضاف الفالح في تصريحات لوكالة بلومبرغ أن عدد الشركات التي تحصل على تراخيص لمقارها الإقليمية يبلغ 10 شركات أسبوعيا.
وعند النظر لهذا الكم من الشركات التجارية وكيفية خدمتها وتعزيز تواجدها في بلادنا فإننا يجب أن نفكر أولا في مقراتها ومكاتبها التي تتناسب مع احتياجاتها… فكيف هو حال سوق قطاع المساحات المكتبية بالمملكة وبالذات بمدينة الرياض؟…
حسب تقرير JLL حول السوق العقاري في المملكة العربية السعودية، أن هناك انتعاش أداء قطاع المساحات المكتبية في المملكة خلال الربع الثالث من هذا العام حيث شهد إنجاز مساحات مكتبية تناهز 130,500 م2 في مدينة الرياض، ليرتفع الإجمالي بالمدينة إلى 5.1 ملايين م2. ومن المقرر تسليم مساحات مكتبية تقارب 110 آلاف متر مربع في العاصمة الرياض خلال الأشهر الأخيرة هذا العام.
ومع هذا أعتقد أن سوق قطاع المساحات المكتبية ما زال متعطشا جدا لهذا النوع من المنتجات العقارية وعند مراجعتنا لموقع لجنة البيع والتأجير على الخارطة – وافي- بحكم أنها الجهة الرسمية التي تمنح هذا الامتياز – البيع على الخارطة – لم أجد إلا ثلاثة تراخيص فقط لمشاريع عقارية مكتبية! وكلها بمدينة جدة! وأيضا عند التوجه لمركز الملك عبد الله المالي KAFD نجد أن نسب الإشغال مرتفعة جدا حيث إن المساحات المكتبية في كافد تمتد على أكثر من 900,000 متر مربع.
وهذا دليل على أن الفرصة ما زالت ممكنة لكافة المطورين العقاريين بالذات إذا علمنا أن هذا النوع من الأنشطة العقارية يصاحبه عوائد تأجيرية هي الأفضل والتي تتراوح ما بين 9 % إلى 12 %…
وحتى نحقق رغبات واحتياجات الشركات القادمة للسوق يجب أن يكون هناك تنوع وخيارات في المساحات المكتبية التي تلبي احتياجات الشركات ومن هذه الخيارات المكتبية:
- المكاتب الخاصة:
أحد أنواع المساحات المكتبية الشائعة في المملكة العربية السعودية. تتميز هذه المكاتب بأنها مستقلة ومخصصة لشركة واحدة فقط، وتحتوي على جميع المرافق اللازمة للعمل بما في ذلك الأثاث والتجهيزات التقنية. تتوفر هذه المكاتب في مجمعات تجارية ومراكز أعمال في المدن الرئيسية مثل الرياض وجدة والدمام.
- المكاتب المشتركة:
تعتبر نمطا شائعا من مساحات المكاتب في المملكة العربية السعودية. توفر هذه المكاتب بيئة عمل مشتركة لعدة شركات ومستأجرين، وتشمل مرافق مشتركة مثل قاعات الاجتماعات ومناطق الاستراحة والمطابخ المشتركة. تعتبر المكاتب المشتركة خيارا مثاليا للشركات الناشئة والعمل الحر والشركات الصغيرة التي تبحث عن بيئة مستدامة ومشاركة المصاريف.
- المساحات المكتبية المؤقتة:
تعتبر خيارا مرنا للشركات التي تحتاج إلى مكتب لفترة محدودة من الزمن. يتم تأجير هذه المساحات لفترة معينة ويتم تجهيزها بالأثاث والتجهيزات اللازمة. يمكن أن تكون هذه المساحات مفيدة للشركات التي تعمل في مشاريع مؤقتة أو للشركات التي تواجه زيادة مؤقتة في العمل.
- المكاتب الافتراضية:
توفر المكاتب الافتراضية بيئة عمل مرنة ومتطورة للشركات والمؤسسات. في هذه المساحات، لا يكون هناك وجود جسدي للمكتب، ولكنها توفر الخدمات اللازمة مثل العنوان التجاري والخدمات البريدية والاستقبال الهاتفي. تعتبر المكاتب الافتراضية خيار مناسبا للشركات التي تعمل بشكل رئيسي عن بعد أو للشركات التي تبحث عن توسيع وجودها في المملكة العربية السعودية دون الحاجة إلى مكتب فعلي.
رسالتي للمطورين والمستثمرين العقاريين، الفرص لا تتكرر وسوق المساحات المكتبية في المملكة العربية السعودية يشهد نموا ملحوظا،. والتنوع في المنتجات العقارية أصبح أمراً واجباً، وذلك لسد الفجوة ما بين العرض والطلب والتنوع خير داعم في مراحل تذبذب السوق العقاري.