إكسبو.. المملكة تُلهم العالم
هاني بهجت خاشقجي
تحت مظلة رؤية 2030، تتوالى الإنجازات السعودية، في صورة حلقات مسلسل طويل، لا نهاية له، فما نحتفل بإنجاز ونشيد به، إلا ويتبعه إنجاز آخر، يُدخل الفرحة على نفوسنا، ويمنحنا الأمل والتفاؤل بغدٍ أفضل ومستقبل مزدهر، شعرتُ بهذا المضمون، مع انتشار خبر اختيار المملكة لاستضافة معرض إكسبو 2030، في حدث فريد، يوثقه التاريخ السعودي والعالمي الحديث، ويفتخر به كل السعوديين، ويشيد به كل مواطن عربي وإسلامي.
الحدث كبير ونوعي، جاء نتاج تضافر وتكامل جهود القيادة الرشيدة، التي بذلتها من أجل تعزيز وجه المملكة عالمياً، والتأكيد على أن “السعودية العظمى” قادمة إلى صدارة المشهد الدولي، من خلال استضافة الأحداث والملتقيات الكبرى، والتميز فيها، ويزيد المشهد ثقلاً وفخراً، استضافة المملكة لمونديال كأس العالم لكرة القدم 2034، ما يعني أن العام 2023 رفض أن يرحل، إلا بعد أن يمنح المملكة ـ دون سواها ـ فرصة استضافة حدثين من أكبر الأحداث في كوكب الأرض.
لا أبالغ إذا أكدت أن استضافة الرياض لـ”إكسبو “ليس ضربة حظ أو بهرجة إعلامية، من أجل التفاخر والتباهي واستعراض العضلات، وإنما هو بداية عهد جديد، خططت له المملكة بحكمة واقتدار في رؤية 2030 ويستهدف تسليح البلاد بالعلم الحديث والمعارف، وإيجاد جيل من المبتكرين والمخترعين السعوديين، قادرين على توليد الحلول لمعالجة مشكلات العالم، وهنا لا أنسى دور ولي العهد وتخطيطه الذكي، لهذا المشهد في وقت مبكر من توليه المسؤولية، عندما زار مراكز البحث والتطوير العالمية، وتعرف على آلية عملها، واهتماماتها، وكأن سموه يبعث برسالة بأن المملكة ستسلك طريق العلم، ولن تحيد عنه، وسيكون “إكسبو 2030” خطوة وثابة في هذا الطريق.
ما أثق فيه وأترقبه من الآن، أن نسخة إكسبو الرياض، ستكون مغايرة واستثنائية، ليس لسبب سوى أن المملكة لا ترضى إلا أن تكون متميزة وفريدة، تُلهم العالم بكل جديد وحديث، بعيداً عن التقليد الأعمى، والمحاكاة لتجارب الآخرين، وهو ما تدركه دول العالم جيداً، حيث تثق أن السعودية ستقدم في الحدث الدولي، كل ما يبهر الكون ويشد انتباهه، وليس أدل على ذلك من شعار النسخة “ﺣﻘﺒﺔ اﻟﺘﻐﻴير: ﻣﻌﺎ ﻧﺴﺘشرف اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ “الذي يحمل رسالة واضحة وجلية، تكشف رغبة السعودية في البحث عن كل ما يتواكب مع تطلعات البشرية ويحقق أحلامهم في بناء مستقبل مزدهر ومستقر.
ما نعيشه اليوم من إنجازات متعاقبة، لهو خير برهان على ما تخطوه المملكة من خطوات وثابة وسريعة نحو التألق والتقدم عالمياً، كما أنه برهان على حجم ونوعية تطلعات القيادة وأحلامهم، بأن تصبح المملكة علماً على رأسه نار في المجالات كافة، وهو ما ينعكس إيجاباً على معيشة المواطن السعودي ورفاهيته ومستقبله.. وهنا نتوجه بالشكر والتقدير والإجلال إلى تلك القيادة على ما صنعته تصنعه من أجل الوطن، ونسأل الله أن يديم على بلادنا نعم الأمن والاستقرار والخير الوفير.