مقالات أملاك.. مقالات عقارية: العقارات والصفقات الرياضية
محمد الحصامي
تبنت رؤية 2030 خطة طموحة من اجل تحويل المملكة إلى قوة سياسية واقتصادية كبرى، واعتمدت الرياضة كأحد مستهدفاتها لتحقيق تلك الأهداف، وقد اتخذت المملكة العديد من الخطوات القوية، كتخصيص النوادي والاستثمار في الأندية وتطوير المنشآت الرياضية، وهو ما أدى لزيادة مساهمة قطاع الرياضة في الناتج المحلي بنسبة 170%.
استغلت المملكة سوق الانتقالات، وعقدت صفقات استثمارية، أدت لانتقال لاعبين عالمين إلى الدوري السعودي، وهو ما منح المملكة فرصة ذهبية لتدعيم الدوري السعودي بالنجوم على غرار رونالدو وبنزيما ونيمار ومحرز وماني والعديد من الأسماء الكبيرة من مختلف أنحاء العالم. وأصبح عشاق كرة القدم حول العالم يترقبون مباريات الدوري السعودية.
ولا تتوقف مكاسب هذه الصفقات على المكاسب الرياضية فحسب، بل يتوقع ان تحمل تلك الصفقات في طياتها مكاسب عقارية كبيرة، من خلال تنشيط السياحة الرياضية وضمان ملايين الزيارات كل عام، وخلق بيئة جاذبة للخبرات المهنية وذوي الدخل المرتفع، وكذلك تشجيع الشركات العالمية لنقل مقراتها إلى المملكة.
كونها مستهدفات طموحة؛ ستؤثر إيجابا على السوق العقاري داخل المملكة، من خلال زيادة الطلب على الوحدات العقارية السكنية والتجارية والرياضية والترفيهية والفاخرة.
وهو ما سيضع القطاع العقاري أمام تحديات كبيرة وفرص ثمينة ستحقق كثيرا من الربح إذا تم استغلالها بشكل مناسب.
ووزارة البلدية والقروية والهيئة العامة للعقار يسعون جاهدين لوضع الخطط المناسبة لاقتناص هذه الفرص التي تلوح في الأفق، من خلال تطوير الشراكات العقارية بين القطاعين العام والخاص، والعمل على تطوير التخطيط الحضري بما يتناسب مع المتغيرات الجديدة، والعمل على إعادة توظيف العقارات من خلال الاهتمام بالعقارات الفاخرة وتطوير المناطق المجاورة للمنشآت والمناطق الرياضية، وإنشاء المجمعات الرياضية بما يشمل مراكز للمؤتمرات وفنادق فاخرة وشقق مخدومة ومساحات تجارية وأندية رياضية.
ويوجد الكثير من التجارب العالمية التي تدل على أن الرياضة يمكن أن تقدم الكثير للسوق العقاري، فمثلا عانت مدينة سان ديغو بالولايات المتحدة من تراجع عمراني وسكاني هائل، وبعد تحليل الأسباب واقتراح الحلول، خلصت التوصيات إلى إنشاء ملعب للمدينة، لقد كانت النتائج العقارية مبهرة، فقد أدى هذا المشروع إلى تحويل المدينة إلى منطقة مزدهرة اقتصاديًا وعمرانيًا.