كشف تقرير صادر عن شركة “استراتيجي & الشرق الأوسط” وشبكة برايس ووتر هاوس كوبرز، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تشهد تقنيات البناء طفرة كبيرة بقيمة تصل إلى تريليوني دولار.
وأوضح التقرير أن منطقة الشرق الأوسط مهيأة لتحقيق الريادة العالمية في اعتماد تقنيات البناء المبتكرة التي تركز على الاستدامة في ضوء الاستثمارات الجارية في «البيئات المبنية» الجديدة، والمتوقع أن تصل قيمتها إلى تريليوني دولار حتى عام 2035.
مشاريع إنشائية نموذجية
وأكد التقرير أن هذه التقنيات تعد بمثابة فرصة ذهبية لتمكين المنطقة من قطع أكثر من نصف الشوط نحو تحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية، مستشهداً في هذا الصدد بمجموعة من المشاريع الإنشائية الضخمة الجارية في المنطقة، ومنها مدينة نيوم المستقبلية في المملكة العربية السعودية، ومدينة لوسيل الترفيهية المخطط إنشاؤها في دولة قطر.
ويشير مصطلح «البيئات المبنية» إلى المحيط الذي يصنعه الإنسان لتوفير السياق المناسب والممكنات اللازمة للنشاط البشري بما يشمل المباني، والأحياء، والمدن، والبنى التحتية المساندة على غرار مرافق إمداد المياه وشبكات الطاقة.
وتتضمن العمليات المرتبطة بتطوير البيئات المبنية الجديدة التخطيط الحضري، والتطوير العقاري، والأعمال الإنشائية، وبناء الأصول التشغيلية والتي يمكنها كلها الاستفادة من أساليب وتقنيات البناء المبتكرة التي تركز على الاستدامة.
طفرة كبيرة في قطاع الإنشاءات
علاوة على ذلك، فمن المتوقع أن تسهم هذه الطفرة الكبيرة في قطاع الإنشاءات على مستوى الشرق الأوسط في تحقيق أثر اقتصادي جوهري عن طريق المساهمة بنسبة تتجاوز 10% سنوياً من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة، واستحداث 4,3 مليون فرصة عمل سنوياً حال تنفيذ التوصيات الواردة في التقرير.
17 تطبيقاً بإمكانيات عالية
كما تضمن التقرير الصادر عن شركة “استراتيجي الشرق الأوسط” وشبكة برايس ووتر هاوس كوبرز، 17 تطبيقاً تنطوي على إمكانيات عالية ويمكن تنفيذها على عدة محاور ومنها التنقل، والمناظر الطبيعية المدارة، وكثافة المشاريع الحضرية، والنظم الميكانيكية، والعمليات الإنشائية.
ومن أبرزها الأمثلة الخمسة الواردة أدناه:
1- الصرف الصحي: يمكن ببساطة معالجة مياه الصرف الصحي في نفس الموقع الذي تتولد فيه، بما يسهم في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنحو 90%، وتقليل استهلاك الطاقة المرتبط بضخ المياه لموقع المعالجة.
2- المسارات المستدامة: يمكن أن يؤدي إنشاء الطرق والمسارات من المواد المعاد تدويرها إلى خفض الكربون الكامن بنسبة تتخطى 90%، علاوة على تقليل التكلفة بنسبة 50% مقارنة بالطرق الإسفلتية التقليدية، كما أن عملية إنتاجها ستحتاج لطاقة أقل.
3- الأسطح الحية: تعرف أيضاً باسم الأسطح «المزروعة»، ويمكن أن تسهم في تقليل درجة حرارة الأسطح بنسبة تتراوح من 30 إلى 40%، فضلًا عن إمكانية استخدامها لتحقيق منفعة إضافية تتمثل في الاحتفاظ بمياه الأمطار وهو أمر له أهمية خاصة.
4- تجميع الوحدات سابقة التجهيز: من شأنه خفض الانبعاثات الكربونية الكامنة بنسبة تتجاوز 19% عبر دور حياة الأصل المبني.
5- الواجهات التفاعلية: تتمتع الواجهات التفاعلية في الدول شديدة الحرارة بإمكانية التعديل استجابةً للبيئة المحيطة.