باتت منظومة العمل عن بعد حاجة مُلحة تحتاجها الكثير من الشركات والمؤسسات بعد أن أثبتت تجربة جائحة كوڤيد-19 نجاحها وتحقيقها الكثير من المكاسب، مما دفع بعض جهات العمل تغيير أسلوبها والاتجاه نحو العمل الهجين أو توظيف العاملين عن بعد، وهي الآن ولأول مرة تجني ثمار هذا التبديل.
وتبعًا عن ذلك تأثر القطاع العقاري التجاري بهذا التغيير لاستغناء الموظفين عن مكاتبهم، مما يؤدي مستقبلًا إلى الاعتماد على عقارات محدودة لإدارة الشركات الكبيرة؛ وذلك بالاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة لمتابعة الأعمال وتنفيذها، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد العاملين عن بعد زاد بنسبة 115٪، ومن المتوقع خلال السنوات العشر المقبلة أن تشكل نسبة العاملين عن بعد أكثر من 38٪ من جميع الموظفين بدوام كامل، فقد يكون العمل عن بعد مستقبل التوظيف بالفعل.
التجربة الأمريكية والعمل عن بُعد
يواجه قطاع العقارات التجارية في الولايات المتحدة أزمة متنامية، مع تزايد المخاوف من ديون ضخمة بقيمة 560 مليار دولار تستحق خلال عام 2025، والتي تفاقمت مع تزايد العمل عن بُعد وارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية.
ونتيجة للمخاوف المترتبة على العمل من بعد حذرت بعض البنوك، مثل “نيويورك كوميونتي بانكورب” و”أوزورا” الياباني، من خسائر كبيرة بسبب استثماراتها في العقارات التجارية الأمريكية. في حين ضاعف “دويتشه بنك” مخصصاته للخسائر العقارية في الولايات المتحدة بأكثر من 4 مرات.
560 مليار دولار ديون متعثرة
وفاقم من هذه الأزمة التحول إلى العمل عن بُعد وارتفاع أسعار الفائدة، مما يقلل من الطلب على العقارات التجارية ويزيد من صعوبة سداد القروض. تستحق 560 مليار دولار من ديون العقارات التجارية، أي أكثر من نصف إجمالي ديون القطاع.
زيادة الإنتاجية أعظم الفوائد
قد تنفذ المنظمات سياسة العمل عن بعد لعدد من الأسباب الواقعية، بما في ذلك الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وبصورة عامة نجد أن الموظف الذي يعمل من منزله يًوفر لنفسه مساحة كبيرة من الوقت، ويستطيع تجديد نشاطه بين الفترة والأخرى مما ينعكس تلقائيًا على إنتاجه العملي مقارنةَ بإنتاجه من مكتبه؛ ولهذا السبب يعد العمل عن بُعد اعتيادياً ضمن هذه القطاعات.
في بعض المهن، لا سيما في القطاع المرتبطة بالتكنولوجيا، يضطر الموظفون للعمل في “كتل” وقد يحتاجون إلى التركيز لفترات طويلة، مما يجعل وجود مكان خاص خالٍ من المشتتات أمراً جوهرياً، لذا، يعد العمل عن بُعد اعتيادياً ضمن هذه القطاعات.
تقليل الحاجة للامتيازات والعقارات المكتبية
يخفف العمل عن بُعد العبء عن أرباب العمل بخصوص تقديم المزايا الوظيفية عند تشغيل فرقٍ عن بُعد أو عددٍ من المتعاقدين المستقلين، ليست الشركات ملزمة بتقديم خطط معاشات تقاعدية لعامليها المستقلين؛ وبالتالي، فمن المحتمل أن يرتبوا تأميناتهم الصحية وما إلى ذلك بأنفسهم.
سيدفع أرباب العمل مبلغ أقل -أو لا شيء- مقابل العقار المكتبي، وهي إحدى أكثر المزايا البديهية للعمل عن بُعد، حيث يعد استئجار أو شراء مساحة مكتبية أمراً مكلفاً، ولكن ترميم وصيانة مكتب داخلي تنطوي على تكاليف أكبر حتى.
ولا ننسى فواتير المياه والكهرباء، بالإضافة إلى مصاريف شبكة الوايفاي. بمعنى آخر، قد تبلغ المصاريف المكتبية الموفرة أرقاماً هائلة. وبطبيعة الحال، يزيد أي تخفيض في النفقات من إيرادات الشركة.
= = =
فوائد العمل عن بعد لأصحاب العمل
زيادة الإنتاجية.
الاحتفاظ بالموظفين.
زيادة المسؤولية الاجتماعية.
فعالية أعلى من حيث التكلفة.
استعداد أفضل للكوارث.
زيادة القدرة التنافسية.
التعرف على أشخاص مختلفين.
تقليل غياب الموظفين.
استخدام التكنولوجيا.
تقليل الحاجة للعقارات.
العمل على مدار الساعة.
= = =
115٪ زيادة عدد العاملين عن بُعد
38٪ من العاملين بدوام كامل.
560 مليار دولار ديون متعثرة في أمريكا.
560 مليار دولار ديون متعثرة
= = =
مزايا وفوائد
حرية اختيار زمان ومكان العمل.
عدم ضياع الوقت في التنقل والسفر.
امتلاك مساحة عمل شخصية.