في متاهة التطوير العقاري.. كيف تؤثر القيادات غير المتخصصة على مستقبل الشركات؟
عبدالرحمن بن علي آل قوت
يشهد قطاع التطوير العقاري في كثير من الأحيان تعيينات لقيادات ليس لها خلفية متخصصة في هذا المجال، بينما قد تأتي هذه التعيينات بناءً على تجارب قيادية سابقة في صناعات أخرى، إلا أن هذا التوجه يمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية على الشركات في هذا القطاع الحيوي والمعقد.
ومن المعتقدات السائدة التي تدعم وجود هذه القيادات الدخيلة هي:
– تنوع الخبرات:
حيث يعتقد بعض المستثمرين وأصحاب الشركات أن استقطاب قيادات من خارج قطاع العقارات يمكن أن يضيف تنوعاً في الرؤى وطرق الإدارة، مما قد يؤدي إلى الابتكار!
– مهارات القيادة العامة:
بعض المناصب الإدارية تتطلب مهارات قيادية وإدارية عالية، بغض النظر عن الخبرة الفنية في المجال المحدد، مما يجعل بعض الشركات تعتقد أن الشخصيات القيادية الناجحة يمكنها التأقلم وإدارة الشركات بنجاح!
والسؤال المهم هُنا… ماهي الآثار السلبية الناتجة عن ذلك؟
لعلنا نذكر ما يلي:
- نقص الفهم العميق للسوق
– التحديات الخاصة بالصناعة:
يواجه قطاع التطوير العقاري تحديات فريدة مثل التعامل مع التشريعات المحلية، توقع اتجاهات السوق، وإدارة مشاريع طويلة الأجل، القيادة التي تفتقر إلى الخبرة في هذه الجوانب قد تواجه صعوبة في اتخاذ قرارات استراتيجية دقيقة.
– تقدير المخاطر:
الخبرة في التطوير العقاري تمنح القدرة على تقييم المخاطر بطريقة دقيقة. القيادات الدخيلة قد تفتقر إلى هذا الحس، مما يزيد من احتمالية اتخاذ قرارات تنطوي على مخاطر غير محسوبة.
- ضعف العلاقات مع أصحاب المصلحة.
– بناء الشبكات:
تعتبر العلاقات الجيدة مع المستثمرين، العملاء، الشركاء والمقاولين أساسية في صناعة التطوير العقاري، القيادات التي تفتقر إلى الخلفية العقارية قد تجد صعوبة في بناء والحفاظ على هذه العلاقات.
– فهم احتياجات العملاء:
القدرة على فهم متطلبات العملاء واحتياجات السوق المحلي تعد أمراً حاسماً لنجاح أي مشروع عقاري، القيادة الدخيلة قد تفشل في فهم هذه الاحتياجات بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تطوير مشاريع غير ملائمة.
- انخفاض كفاءة العمليات.
– التعلم من الأخطاء:
الخبرة الميدانية تساهم في تطوير طرق فعالة لإدارة العمليات والمشاريع، القيادات بدون خلفية عقارية قد ترتكب أخطاء تؤثر على الكفاءة وتزيد من التكاليف.
– إدارة الموارد:
يتطلب التطوير العقاري إدارة دقيقة للموارد المالية والبشرية، القيادة غير المتمرسة في هذا المجال قد تسيء توزيع الموارد، مما يؤدي إلى تضخم التكاليف وتأخير المشاريع.
- التأثير على معنويات الموظفين.
– الافتقار إلى القيادة الملهمة:
الموظفون غالبًا ما يشعرون بالإحباط إذا شعروا بأن قادتهم يفتقرون إلى المعرفة والخبرة في مجال عملهم، هذا يمكن أن يؤدي إلى تراجع الروح المعنوية وانخفاض الإنتاجية.
– فقدان الثقة:
عندما يدرك الموظفون أن القيادة تفتقر إلى الفهم اللازم للصناعة، قد يؤدي ذلك إلى فقدان الثقة في القرارات الإدارية، مما يؤثر على تنفيذ المشاريع بشكل فعال.
ختاماً..
تعيين قيادات دخيلة في شركات التطوير العقاري يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية عديدة، بدءاً من ضعف الفهم للسوق، مروراً بعلاقات ضعيفة مع أصحاب المصلحة، وصولاً إلى انخفاض كفاءة العمليات والمعنويات بين الموظفين. لذلك، ينبغي على الشركات في هذا القطاع أن تحرص كل الحرص على اختيار قيادات تمتلك الخبرة والمعرفة الكافية في مجال التطوير العقاري لضمان النجاح وتحقيق الاستدامة.