ثقافة الادخار العقاري
عبدالعزيز العيسى
تعتبر ثقافة الادخار العقاري من السلوك المالي المتحضر الذي يُنمي في الفرد طرق الاستزادة من الموارد المتاحة وتسخيرها للاستفادة منها على المدى البعيد؛ بغرض المساعدة على شراء مسكن بصورة ميسرة لا تتسبب في عطب للميزانية العامة للأسرة.
وتشير الملاحظات إلى تنامي فكرة الادخار لدى المواطن السعودي حيث يظهر أن عددًا متزايدًا من السعوديين يخططون لشراء منازلهم خلال السنوات القليلة المقبلة، مما يعكس تغييرات في السلوك الاقتصادي والتخطيطي، هذا التحسن يظهر الوعي المتزايد بأهمية الادخار العقاري ودوره في تحقيق الاستقرار المالي للفرد. هذه القفزة المهمة تحتاج إلى تكثيف الجهود لتعزيز ثقافة الادخار لدى الأجيال القادمة خاصة أن المؤسسات المالية والإعلامية لها دور كبير في ترسيخ هذه الثقافة بين المواطنين، مما دفع 166 ألف مواطن ومواطنة للاشتراك في برامج خاصة في بنك التنمية الاجتماعية نتج عنه ارتفاع قيمة مدخرات المواطنين حتى نهاية الربع الثالث من 2022 إلى 343 مليون، وبالقطع توجد مبادرات ادخارية أخرى في البنوك تساهم في حفظ الأموال وتعظيمها، هذه الخطوات سيكون لها الأثر المستقبلي في الوصول إلى الحد الادنى المتعارف عليه لضمان الاستقلال المادي في المدى الطويل، وتسعى مخرجات ومستهدفات رؤية 2030 التي تحفز سلوك الادخار لدى المواطن حتى يستطيع تحقيق هدفه الادخاري.
لذلك، لم يعد الادخار فكرة تداعب المترفين أو من لهم فائض ميزانية، ولكن مع مستجدات العصر الحديث أصبح الادخار ضرورة كبرى لتحقيق حلم امتلاك منزل العمر، وذلك من خلال رفع الوعي المالي لدى فئات المجتمع عبر التخطيط للاستثمار في تأمين المستقبل من خلال التوعية المستمرة عبر البرامج الادخارية والحملات الإعلانية.
نأمل من كافة الجهات نشر مبدأ الادخار وإبراز محاسنه وفوائده من خلال فعاليات وبرامج خاصة، وإنشاء وطرح محافظ استثمارية فئوية يتكون رأس مالها من مدخرات الشباب والأطفال. نتمنى دعم هذه المحافظ بخطط لزيادة مواردها، حتى يستطيع المستفيدون بعد مرور السنوات شراء منزل من خلال أسهمهم الخاصة في المحفظة. بذلك، يمكن تحقيق استقرار مالي مستدام للأفراد وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة، من خلال ترسيخ ثقافة الادخار العقاري كجزء أساسي من حياة كل مواطن.