بمناسبة المئوية الثالثة: الإعلام العقاري يرفع الموثوقية ويُثري المعرفة
عبدالله الصليح
يمكن تقسيم الإعلام العقاري إلى أكثر من توجه، فهناك الإعلام الذي يعتمد على الإثارة، وآخر يركز على الإثراء المعرفي والخبرة العقارية، ولا شك أن الإعلام العقاري كغيره من المجالات المرتبطة بالقطاع يعيش نموه المتزايد على جميع الأصعدة، فعلى سبيل المثال لم تكن البيانات والأرقام المرتبطة بالمجال بمثل الشفافية التي وصلت إليها الآن، مما أصبح عاملاً مهما في رفع الموثوقية للإعلام العقاري وتوسع مصادره عما كانت عليه، كما أن اتجاه الكثير من الجهات الإعلامية والكوادر إلى المجال العقاري وتوظيف خبراتهم العملية وأدواتهم ذات الجودة العالية مما أسهم في النهوض بمحتوى الإعلام العقاري بشكل يليق بأهميته في الاقتصاد السعودي.
في رأيي أن الإعلام العقاري لا زال يعاني قصورًا في الجوانب المرتبطة بالتحليل والاستشارات العامة، فمع تكاثر مصادر الخبر وتعددها تزايدت الحاجة إلى توسع المتخصصين في مجالات الإعلام العقاري في تحليل الأخبار الصحفية على ضوء اختصاصهم وتقديمها كمادة إعلامية إلى جانب الخبر.
بالحديث عن أبرز التحديات التي يواجهها الإعلام العقاري فيمكن إيجاز أبرز هذه التحديات في النقاط التالية:
قلة الحيادية في الطرح الإعلامي وذلك بسبب تداخل المصالح وتأثير الجهات المعلنة مما يؤدي إلى التركيز على تسويق المشاريع أكثر من توعية المستهلك والمهتمين بالقطاع والعاملين فيه.
انحياز الطرح الإعلامي إلى عنصر الإثارة الإعلامية أكثر من التثقيف المعرفي، والذي سيفيد في توعية المستهلكين والعاملين في القطاع وخاصة في مجال الأنظمة والتشريعات.
ضعف المواكبة التقنية لجهات الإعلام العقاري وقلة الكوادر فيه، ويمكن مواجهة ذلك بالاستثمار في الكفاءات الإعلامية والشركات المتخصصة في الإعلام وتقديم المحتوى.
ختامًا، مع زيادة حجم الأهمية للقطاع العقاري في الناتج المحلي، بات مهمًا التفكير بجدية في إنشاء كيانات متخصصة في الإعلام العقاري، تهدف إلى التوعية والإثراء المعرفي مما سيسهم في تطبيق الشراكة المجتمعية والتنمية الشاملة.