ألوان الديكور بين الموضة والاحتياجات النفسية
لانا فهد الشبانه
تلعب ألوان الديكور دورًا أساسيًا في تصميم المساحات الداخلية، حيث تؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية والمزاجية للأفراد، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن الألوان يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على مزاج الشخص وسلوكه.
فعلى سبيل المثال دراسة أجرتها جامعة “برمنغهام” البريطانية أظهرت أن الألوان الباردة مثل الأزرق يمكن أن تُحسن من التركيز والهدوء النفسي، بينما الألوان الدافئة مثل الأحمر تثير النشاط والحيوية، وعلى الرغم من أهمية مواكبة أحدث التغيرات في عالم الديكور إلا أن اتباع الموضة قد لا يكون الخيار الأنسب دائمًا فقد أظهرت دراسة أجراها “معهد الأبحاث العلمية في علم النفس” إلى أن الأشخاص الذين يختارون الألوان بناءً على ميولهم الشخصية واحتياجاتهم النفسية يشعرون بمزيد من الراحة والرضا في بيئتهم اليومية مقارنةً بأولئك الذين يتبعون صيحات الموضة، كما أن الموضة تتجدد باستمرار ولا تظل ثابتة مما يجعل من الصعب الاعتماد عليها كاختيار دائم.
وفي سياق آخر تشير أبحاث أجرتها جامعة “هارفارد” إلى أن الألوان المتناغمة مع شخصية الفرد تساهم في تعزيز مشاعر الاسترخاء والإبداع في بيئات العمل والدراسة مما يبرز دور الألوان كعامل مؤثر في الراحة النفسية وتحسين الأداء اليومي.
في النهاية الألوان ليست مجرد اختيارات جمالية عابرة، بل هي أداة مؤثرة في تحسين جودة حياتنا اليومية من خلال فهم تأثيراتها النفسية واختيارها بعناية، يمكن لكل فرد خلق بيئة تعكس شخصيته وتعزز من راحته وفاعليته. تذكّر دائمًا أن جمال أي مساحة يبدأ من الداخل حيث تتناغم الألوان مع احتياجاتك، مما يساهم في خلق توازن نفسي وجمالي يبقى أثره طويلًا.