كشف سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، أن المملكة تعيش أعظم قصة نجاح في القرن الواحد والعشرين، يرويها إعلامها الذي يعمل بأدوات المستقبل، وبحراك لا يعرف التوقف، مضيفاً أن المملكة شهدت في عام 2024 وحتى الآن زيارة 24 زعيماً من مختلف دول العالم، كما شهدت تنظيم أكثر من 15 ألف فعالية من المؤتمرات والمناسبات بحضور يفوق 42 مليون زائر، مؤكداً أن كل تلك هي أحداث إعلامية لا تتوقف، ويصنع من خلالها الخبر والعنوان والمانشيت الرئيسي.
وقال الوزير الدوسري، خلال كلمته الافتتاحية في المنتدى السعودي للإعلام الذي انطلق أمس بفندق الهيتلون إن كل يوم يمرّ من دون «الذكاء الاصطناعي» يساوي أعواماً من التأخر، مؤكداً أن الحديث عن مستقبل الإعلام يعني الحديث عن عالم يولد من الخوارزميات التنبؤية، والروبوتات الصحافية والذكاء الاصطناعي، وأن السعودية تحولت إلى مختبر عالمي مفتوح للأفكار الكبرى، يندمج فيه الإعلام الذكي مع الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المختلط والواقع الافتراضي.
وأضاف وزير: «نعتز بجذورنا في التاريخ وننطلق منها إلى المستقبل، نستلهم من (رؤية السعودية 2030) روح الطموح والتجديد والإنجاز، وفي معادلة التأثير، فإن المرسل هي السعودية، والمستقبل أكثر من 8 مليارات إنسان على هذا الكوكب، وأما الرسالة من السعودية فهي (نبني الإنسان ونلهم العالم ونصنع المستقبل)».
ومن جهته، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون محمد الحارثي، أن المنتدى السعودي للإعلام يأتي امتدادًا للنجاح الكبير الذي تحقق في نسخه الثلاث السابقة؛ ولاستكمال الجهود، وتمكين المواهب للإسهام في تشكيل مستقبل الإعلام، والاحتفاء بالمؤسسات الإعلامية والصحفيين وصناع المحتوى، مشيرًا لدور المنتدى بصفته منصة معرفية لتعزيز التواصل بين المجتمعات الإعلامية، من قلب العاصمة الرياض، وذلك انسجامًا مع التحولات التي يشهدها القطاع ولمواكبة تطورات البيئة الاتصالية لوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وتسهيل فرص التعاون والتبادل التجاري.
المشاركون في المنتدى السعودي للإعلام
ويحظى المنتدى السعودي للإعلام بمشاركة نخبة من الإعلاميين والشخصيات المؤثرة في المشهد الإعلامي والسياسي، الذين سيثرون جلساته بمناقشات معمّقة وثرية في عدة مسارات تلبي اهتمامات العاملين والمستثمرين في القطاع الإعلامي، من خلال أكثر من 80 جلسة، منها 40 جلسة حوارية، وكذلك 40 جلسة تبادل المعرفة، بوصفه أحد المنتديات الإعلامية الدولية المتخصصة في استشراف مستقبل الإعلام وتطويره واستكشاف أحدث تقنياته، وليؤدي أدوارًا محورية في إبراز الريادة الإعلامية للمملكة على الساحتين الإقليمية والعالمية.
فعاليات المنتدى السعودي للإعلام
وفي يوم “المنتدى” الأول, شهد المسرح الرئيس: (مسرح صُنّاع التغيير – أرامكو) جلسات متعددة ومتنوعة، ضمت نقاشات ثرية سلطت الضوء على مستقبل الإعلام وتحدياته، وتستعرض أحدث الاتجاهات والتطورات في المشهد الإعلامي المحلي والعالمي، منها جلسة “الإعلام وصناعة شخصية بوريس جونسون السياسية”، وجلسة “دهاليز الطاقة وصناعة القرار”، وثالثة موضوعها: “القيادة في مشهد إعلامي متغير”، وأخرى موضوعها: “رؤية سعودية: قيادة المستقبل السياحي نحو التميز العالمي”، وكذلك جلسة: “صناعة المحتوى.. من الأفكار إلى الشاشات”، كما ناقش مسرح صُنّاع التغيير موضوع: “التشريعات الإعلامية وأثرها في تحقيق التنمية المستدامة”، ليبحث موضوع: “كيف يمكن للشراكات بين وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية؛ أن تعزز الاقتصاد الإعلامي المحلي”، وموضوع: “كيف يمكن لتقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز(AR)؛ أن تحدث نقلة نوعية في صناعة الإعلام”، وأيضًا من ضمن فعالياته، جلسة موضوعها: “الأمن الفكري والأيديولوجيا السلبية: متغيرات وحلول”، وأخرى عنوانها: “حالة قطاع الإعلام السعودي وفرص الاستثمار فيه”.
انطلاق فعاليات معرض مستقبل الإعلام
وشهد يوم المنتدى الأول انطلاق فعاليات معرض مستقبل الإعلام (FOMEX)، الذي يعد واحدًا من أبرز الفعاليات المصاحبة لمنتدى الإعلام السعودي 2025، ويستقطب أكثر من 250 شركة محلية وعالمية وإقليمية لعرض أحدث التقنيات والحلول في صناعة الإعلام والإنتاج والبث الرقمي، والذي يأتي ضمن جهود “المنتدى” لتعزيز مكانة الرياض وجهةً عالميةً لصناعة الإعلام، ومنصةً تجمع قادة الفكر وصناع القرار لمناقشة أبرز التحديات والفرص التي يشهدها القطاع، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 في دعم الابتكار وتعزيز الاقتصاد الإعلامي.
ويشكّل المعرض محطة رئيسة في خارطة المعارض الإعلامية الدولية، ويعكس “المعرض” تطور قطاع الإعلام في المملكة، كما يعزز مكانة الرياض عاصمةً إقليميةً للإنتاج الإعلامي، والصناعة الإعلامية الحديثة، وسيوفر المعرض فرصًا إستراتيجية للشركات المحلية للتواصل مع نظيراتها العالمية، وبناء شراكات تواكب التحولات المتسارعة في الصناعة الإعلامية، لتشهد هذه النسخة مشاركات غير مسبوقة للشركات العالمية والمحلية، التي ستعرض أحدث ابتكاراتها في الإعلام والتقنيات الإعلامية الحديثة.
وستخلل المعرض على مدى ثلاثة أيام عروض تفاعلية، وورش عمل متخصصة، وجلسات نقاشية, تستعرض مستقبل الإعلام في ظل الثورة الرقمية، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي، وصحافة البيانات، والإنتاج الافتراضي، وتقنيات البث الحديثة.
ويُعد المنتدى السعودي للإعلام في نسخته الرابعة، فرصة للاطلاع على الخبرات والتجارب المحلية والعالمية في صناعة الإعلام، ورصد الفرص الكامنة غير المحدودة التي خلقها الإعلام الجديد، والتعرف إلى وسائل القوى الناعمة وكيفية استثمارها في العصر الحديث، إذ سيناقش المنتدى على مدى ثلاثة أيام، موضوعات متعلقة بصناعة الإعلام بمختلف أشكاله المرئي والمسموع، والمطبوع، والرقمي، وغيرها.