تمثل تقنية الهياكل الفولاذية الخفيفة نمطًا جديدًا في عالم البناء الحديث يتميز باختزال الوقت وتقليل التكلفة وزيادة في الجودة والكفاءة، وتشير التكهنات إلى نمو هذا النمط من البناء بشكل كبير خلال العقد المقبل. في عام 2025، وحسب التوقعات يمكن أن يصل حجم السوق إلى حوالي 43.5 مليار دولار أمريكي، مع معدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.3% حتى عام 2032. يُعزى هذا النمو إلى تزايد استخدام هذه التقنية في مشاريع البناء السكنية والتجارية والصناعية، فضلًا عن مزاياها من حيث التكلفة والوقت.
تعتمد هذه التقنية على استخدام مقاطع فولاذية باردة التشكيل (Cold-formed Steel)، يتم تصنيعها وفق تصميمات دقيقة باستخدام أنظمة إلكترونية متقدمة. تُركّب هذه المقاطع لتشكّل هيكلًا متماسكًا ومتينًا يُستخدم كبديل عن الهياكل الخرسانية التقليدية في المباني السكنية والتجارية والصناعية.
مقاومة عالية للظروف الطبيعية
اكتسبت الهياكل الفولاذية أهميتها وانتشارها بخفة وزنها وسهولة التركيب والبناء، وغير قابلة للتشقق، إضافةً إلى الدقة باستخدام أنظمة CAD/CAM ويرى المختصون أنها أقل هدرًا للمواد وصديقة للبيئة وذات مقاومة أعلى للزلازل مقارنة بالبناء التقليدي
الفارق في الزمن والتكلفة
من أبرز مميزات هذه التقنية أنها تقلل مدة البناء بنسبة قد تصل إلى 50% مقارنة بالبناء التقليدي. كما أنها تساهم في خفض تكاليف العمالة والمواد، خصوصًا مع تزايد أسعار الأسمنت والحديد ومستلزمات البلوك في السوق. وفي بيئات ذات مناخ قاسٍ كالسعودية، توفر LGS كفاءة في العزل الحراري، ما يقلل من استهلاك الكهرباء لتبريد المباني.
نمو ملحوظ لسوق البناء بالهياكل
يُتوقع لسوق البناء بالهياكل الحديدية الخفيفة في منطقة الخليج العربي أن يشهد نموًا ملحوظًا في السنوات القادمة. بحلول عام 2030، يُتوقع أن يصل حجم السوق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلى حوالي 4.13 مليار دولار أمريكي، مع معدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.3% من عام 2024 إلى 2030 . يُعزى هذا النمو إلى تزايد الطلب على حلول البناء السريعة والفعّالة، بالإضافة إلى الدعم الحكومي للمشروعات السكنية والتجارية.
تحولات متسارعة في البناء
في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة، يُتوقع أن تحتل الهياكل الحديدية الخفيفة مكانة متقدمة في مستقبل البناء على مستوى المنطقة والعالم. فمع تزايد الحاجة إلى تقنيات بناء أسرع وأكثر مرونة، باتت هذه الأنظمة تمثل الحل المثالي للمشروعات السكنية والتجارية التي تتطلب سرعة في الإنجاز دون الإخلال بالجودة. كما أن توافقها مع متطلبات الاستدامة وكفاءة الطاقة يجعلها مرشحة لتكون حجر الأساس في المدن الذكية والمشروعات الحضرية الجديدة.
المؤشرات الحالية تؤكد أن قطاع البناء بالهياكل الخفيفة سيشهد نموًا متصاعدًا، مدفوعًا بدعم حكومي وتشريعي متزايد، إلى جانب رغبة المستثمرين في تقليل المخاطر الزمنية والتشغيلية.
ومع تنامي الاعتماد على تقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد ونمذجة معلومات البناء (BIM)، فإن مستقبل LGS يبدو واعدًا، خصوصًا في بيئات تتطلب المرونة والتوسع السريع كالمشروعات السكنية الحكومية، والمرافق التعليمية والصحية، ومراكز الخدمات. وإذا استمرت وتيرة التطوير والدعم بنفس الزخم، فقد يصبح البناء بالهياكل الخفيفة القاعدة، وليس الاستثناء، في مشهد التشييد خلال السنوات المقبلة.