أكد المهندس معن العثيمين، مدير عام سلاسل الإمداد ودعم الأعمال في الشركة الوطنية للإسكان NHC، أن منصة “سبلاي برو” أصبحت اليوم نموذجاً رائداً للتحول الرقمي في قطاع التشييد والبناء بالمملكة، من خلال تقديم خدمات متكاملة تعزز كفاءة سلاسل الإمداد، وتدعم المحتوى المحلي، وتفتح المجال أمام الاستثمارات المحلية والدولية.
وقال العثيمين خلال كلمته في منتدى سلاسل الإمداد العقاري: “اليوم ندشن مجموعة جديدة من الخدمات في منصة سبلاي برو، ثمرة تعاون استراتيجي مع شركائنا في القطاع الصناعي واللوجستي، من بينها شركة نسي إنوفيشن، التي كان لها دور محوري في إيصالنا إلى هذا المستوى المتقدم.”
وأوضح أن المنصة حققت خلال العامين الماضيين حجم تعاملات تجاوز ملياري ريال، 95% منها تمت مع مصانع محلية وشركات صغيرة ومتوسطة، ما يعكس التزام المنصة بدعم المحتوى المحلي.
وأشار إلى أن “سبلاي برو” تهدف إلى أن تكون أول منصة رقمية متكاملة من نوعها في المملكة، تربط المقاولين بالمصانع والموردين ضمن بيئة شفافة وعادلة، وتسهم في تحسين عمليات الشراء والتوصيل والفوترة والدفع، إضافة إلى تقديم حلول تمويلية للمستفيدين.
وأضاف العثيمين: “اليوم أصبحت خدماتنا رقمية بالكامل؛ من طلب عروض الأسعار، وحتى إتمام عمليات الشراء والدفع، وهو ما أتاح لنا خفض متوسط التكاليف بنسبة تصل إلى 20% مقارنة بأسعار السوق، ورفع كفاءة المشاريع بشكل ملموس”.
وبيّن أن المنصة باتت تضم أكثر من 1500 منتج يتم توريدها من 129 مصنعًا، بينهم 45 مصنعًا ومورّدًا محليًا ودوليًا، وأنها تغطي حاليًا نحو 95% من مواد البناء المستخدمة في إنشاء الوحدات السكنية لمشاريع الشركة الوطنية للإسكان.
كما أشار إلى توقيع اتفاقيات مع موردين ومصانع أجنبية تهدف إلى الاستثمار داخل المملكة والمساهمة في توطين الصناعات العقارية، بالإضافة إلى التعاون مع جهات تمويلية كـ”سكوك” وبنك “منشآت”، لتقديم حلول تمويلية فعالة للمطورين والمقاولين.
وقال العثيمين إن المنصة أطلقت “الدليل القياسي لمواصفات مواد البناء”، والذي يُعد مرجعًا شاملاً يوضح الخصائص والمواصفات وضمانات المنتجات، مما يسهم في تعزيز الشفافية وجودة المشاريع.
واختتم كلمته بالإشارة إلى أن جناح الشركة الوطنية للإسكان في المنتدى يقدم شروحات تفصيلية عن المنصة، وأنه ستُعقد ورشة عمل الساعة الرابعة مساءً للمطورين والمقاولين المهتمين باستخدام “سبلاي برو” والاستفادة من خدماتها المتقدمة.
كلمة مدير عام سلاسل الإمداد ودعم الأعمال م.معن العثيمين @m3n660 في #منتدى_سلاسل_الامداد_العقاري pic.twitter.com/DtPjV2t9Ax
— NHC (@SaudiNHC) May 6, 2025
وانطلقت صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات منتدى سلاسل الإمداد العقاري اليوم وسط حضور محلي وإقليمي ودولي واسع، ومشاركة نخبة من قادة وصنّاع القرار في قطاع الإمداد العقاري، إضافة إلى عدد من الاستشاريين والمقاولين والمصنّعين ومزودي خدمات البناء والعقار.
ويأتي المنتدى هذا العام ليستكمل مسيرة النجاح التي حققتها النسخة الأولى، مستهدفًا تعزيز التعاون وبناء شراكات استراتيجية، تسهم في تحقيق الاستدامة ورفع كفاءة سلاسل الإمداد العقاري، بما يواكب متطلبات النمو العقاري في المملكة، خاصة في ظل المشاريع الكبرى ورؤية السعودية 2030.
تعزيز المحتوى المحلي وتوطين الصناعات
يركز المنتدى على دعم جهود توطين الصناعات المرتبطة بالقطاع العقاري، وتعزيز المحتوى المحلي في مشاريع التطوير السكني والتجاري، وذلك من خلال طرح فرص التعاون بين المطورين العقاريين والمصنّعين ومزودي الخدمات، إضافة إلى استقطاب الخبرات العالمية ونقل التقنيات الحديثة في مجالات مواد البناء وشبكات الإمداد الذكية.
ويأمل القائمون على المنتدى، بقيادة كبرى الشركات المحلية في فتح آفاق جديدة للاستثمار المحلي والأجنبي في قطاع الإمداد العقاري، عبر توقيع شراكات وتحالفات استراتيجية تواكب أفضل الممارسات الدولية.
جلسات نقاش ثرية وتقنيات متقدمة
تشمل أعمال المنتدى سلسلة من الجلسات الحوارية المتخصصة، التي تناقش أحدث الاتجاهات والتقنيات في شبكات سلاسل الإمداد ومواد البناء المتطورة، وتستعرض أبرز التجارب المحلية والعالمية في مجال صناعة الإمداد العقاري. كما سيتم تسليط الضوء على التحديات الحالية والحلول المبتكرة لتأمين واستدامة هذه السلاسل في ظل تغيرات السوق والمشاريع المتسارعة في المملكة.
بناء مستقبل مستدام للقطاع العقاري
يُعد المنتدى منصة رائدة لتمكين المطورين والمقاولين من بناء مشاريع ذات جودة عالية وقيمة مضافة، عبر تعزيز التكامل بين مختلف أطراف سلسلة الإمداد، وتحفيز الاستثمارات في البنية التحتية العقارية، بما يسهم في رفع جودة الحياة وتحقيق أهداف التنمية العمرانية في المملكة.
النسخة الأولى.. نجاحات ملهمة
وكانت النسخة الأولى من المنتدى، التي عقدت في مايو 2024 بالرياض، قد حققت نجاحًا لافتًا، حيث شهدت توقيع 77 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين جهات محلية ودولية، ما شكّل قاعدة قوية لانطلاق النسخة الثانية هذا العام بزخم أكبر وتطلعات أوسع نحو تمكين القطاع العقاري وتعزيز قدراته التنافسية.