شهدت حركة النقل الجوي في المملكة العربية السعودية نموًا غير مسبوق خلال عام 2024، لترسّخ المملكة موقعها كمركز إقليمي ومحوري في قطاع الطيران. فقد كشفت نشرة إحصاءات النقل الجوي الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء عن ارتفاع لافت في أعداد الركاب وحجم الشحن الجوي والرحلات، مما يعكس تعافيًا قويًا وازدهارًا مستدامًا في قطاع الطيران السعودي.
أكثر من 128 مليون راكب… والطموح يعلو
بحسب بيانات الهيئة، بلغ عدد الركاب عبر المطارات السعودية أكثر من 128 مليون راكب خلال عام 2024، محققة نسبة نمو بلغت 14% مقارنة بعام 2023، في مؤشر واضح على التوسع المتسارع في خدمات النقل الجوي والبنية التحتية للمطارات.
🌍 نمو في الرحلات الدولية والمحلية
وتوزعت حركة الركاب على النحو التالي:
69 مليون راكب عبر الرحلات الدولية، بزيادة سنوية قدرها 14%.
59 مليون راكب عبر الرحلات الداخلية، بنمو أكبر نسبته 16%.
هذا التوازن يعكس التوسع في الربط الدولي للمملكة مع دول العالم، بالتوازي مع زيادة الكفاءة في التنقل المحلي، مدعومًا بتوسع شبكات الطيران الداخلي وزيادة الأسطول الجوي.
مطار الملك عبدالعزيز في الصدارة
على صعيد ترتيب المطارات:
مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة جاء في الصدارة بعدد ركاب تجاوز 49 مليون راكب.
تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بأكثر من 37.6 مليون راكب.
ويعكس هذا الترتيب النمو المستمر للمراكز الجوية الحيوية بالمملكة، مع تركيز كبير على تحسين تجربة المسافر وتوسعة البنية التحتية.
الشحن الجوي… قفزة بنسبة 34%
لم يقتصر النمو على نقل الركاب، بل شمل أيضًا قطاع الشحن الجوي، حيث سجل:
1.2 مليون طن من الشحن الجوي عبر مطارات المملكة في 2024.
محققًا زيادة سنوية ضخمة بلغت 34%.
وكان شهر مارس الأعلى في حجم الشحن، بـ 123 ألف طن، ما يعكس نشاطًا تجاريًا ولوجستيًا مكثفًا خلال تلك الفترة.
هذا النمو يعزز دور المملكة كمحور لوجستي رئيسي ضمن أهداف رؤية 2030 في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجستية.
905 آلاف رحلة جوية خلال عام
كما أظهرت البيانات تسجيل 905 آلاف رحلة جوية خلال العام، منها:
474 ألف رحلة داخلية.
431 ألف رحلة دولية.
ويشير ذلك إلى توازن واضح بين الحركة المحلية والدولية، بما يعكس حجم الطلب المتنامي على خدمات الطيران داخل المملكة وخارجها، ومدى الجاذبية المتزايدة للوجهات السعودية.
رؤية 2030 تعيد تشكيل خريطة الطيران
تأتي هذه الأرقام في ظل استراتيجية النقل والخدمات اللوجستية الطموحة، التي تهدف إلى:
رفع الطاقة الاستيعابية للمطارات إلى 330 مليون مسافر سنويًا بحلول 2030.
تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للطيران والسفر والسياحة.
دعم القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية في المطارات وشركات الطيران.
مستقبل النقل الجوي في المملكة… مزيد من التحليق
تُعد هذه النتائج مؤشرًا قويًا على تعافي القطاع بعد جائحة كوفيد-19، وتفتح المجال أمام المزيد من الاستثمارات والشراكات الدولية.
كما تعكس تحسّن الكفاءة التشغيلية، والتوسع في شبكات الربط الجوي، وتعزيز تجربة السفر للمواطنين والمقيمين والزوار، مما يجعل الطيران السعودي لاعبًا محوريًا على مستوى المنطقة والعالم.