إدارة المزادات العقارية
عبدالعزيز العيسى
قبل 5 سنوات في أبريل 2020 أجرت صحيفة «أملاك» العقارية استطلاعًا حول خدمة المزادات العقارية الإلكترونية التي أطلقتها وزارة العدل آنذاك، ومدى تأثيرها على مستقبل السوق العقاري، فكان هناك شبه اتفاق بأهمية الخطوة، وهي ستسير في خط متوازٍ مع نظيرتها التقليدية، وهذا التنوع في إدارة وآليات طرح العقارات للبيع من شأنه زيادة فرص المشترين المحتملين.
هذه التقنيات والآليات ليس لها علاقة مباشرة في نجاح أو فشل المزاد، فهي مجرد أدوات يتعامل معها المنظمون، وتظل هنالك عوامل معروفة ومحددة هي التي تساهم في تقييم المزاد؛ ويأتي الحكم القاطع بتحقيق أهدافه البيعية والترويجية، ومن تلك العوامل جودة العقار ومواصفاته الجاذبة والمميزة فهي تلعب دورًا كبيرًا في جذب المشترين الجادين، وتجد معظمهم وضع دراسة جدوى للاستثمار في العقار المطروح لأنه يناسب ما يُفكر فيه أو ما ينقصه من استثمارات؛ ففي هذه الحالة تكون حالة الفوز به هي المسيطرة على ذهن المستثمر أو المُزايد، خاصة إذا كان الموقع يمثل قيمة إضافية، هذا المشتري المحتمل لن يغض الطرف نهائيًا عن التقييم العادل والمنصف للعقار موضع المزايدة، ويرى البعض ضرورة بدء المزايدة بسعر يغري ويشجع ويزيد المنافسة ويزيد من فرص البيع، ومن ناحية سيكولوجية بيع العقار الواحد يفسح المجال والطريق لبيع العقارات الأخرى.
والعامل الثالث والمهم، التسويق الاحترافي الفعّال الذي تصل رسالته المحددة للفئات المستهدفة، ليس الرسالة (أن هنالك مزاد عقاري يوم كذا وبتاريخ كذا)، لابد من إضافة المعلومات التي تزيد فرص المشاركة من المهتمين، وتزيد من حماسهم لمتابعة مستجدات المزاد؛ لذلك يجب أن تحتوي النشرة التسويقية على ملف كامل به مقترحات لمستقبل الاستثمار لهذه العقارات، مع صور تقريبية بعد صيانتها وترميمها، فهذه الخدمة البسيطة سوف تعكس الجوانب الإيجابية للعقار وتفتح للمشتري المحتمل آفاقًا من التفكير للاستفادة القصوى من الفرص المطروحة.
المزادات العقارية لا تفشل لحالها، ولكن هنالك أسباب جعلتها لا تحقق أهدافها المرجوة، لأن إدارة مثل هذه الفعاليات تحتاج لتعاون بين جميع المهتمين والتنسيق فيما بينهم لاختيار التوقيت المناسب لكل مزاد، حتى لا تتقارب أزمان المزادات المتشابهة بذات المنطقة.