تقرير: برنامج «المقرّات الإقليمية» يققز بالطلب على المكاتب والفنادق في الرياض

يعزِّز برنامج المقرّات الإقليمية الذي تتبناه الحكومة السعودية زخم الطلب على المساحات المكتبية في العاصمة، وفق أحدث تقرير أصدرته شركة «نايت فرانك».

وأظهر التقرير أن نحو 600 شركة عالمية أعلنت نيتها إنشاء مكاتبها الإقليمية في الرياض، ما يدفع إلى «إعادة صياغة» مستوى الخدمات والمعايير في السوق المكتبي الرئيسية بالمملكة.

قفزات لافتة في الإيجارات 

لا تزال معدلات الشغور في الرياض عند مستويات متدنية، حيث سجّلت إيجارات المكاتب من الفئة «أ» ارتفاعًا سنويًا نسبته 23 % في الربع الأول 2025 لتصل إلى 2700 ريال للمتر المربع، وهو أعلى مستوى على الإطلاق. وارتفعت إيجارات الفئة «ب» بنسبة 24 % خلال الفترة ذاتها، في ظل منافسة الشركات على مساحات محدودة.

ويتوقع التقرير تحسّن المعروض خلال العامين القادمين مع اكتمال 2.7 مليون متر مربع من المساحات المكتبية الجديدة على مستوى المملكة، ما قد يخفف جزئيًا من ضغوط الأسعار.

وفي جدة، أظهرت البيانات تحسن مستويات الإشغال وارتفاع الإيجارات بدعم من الاستثمارات المتواصلة للقطاع الخاص؛ إذ ارتفعت إيجارات الفئة «أ» بنسبة 4 % والفئة «ب» بنحو 6 % على أساس سنوي.

أداء متباين للقطاع الفندقي

شهد قطاع الضيافة في الرياض تباطؤًا في الربع الأول 2025 مقارنة بالزخم القوي في الفصول السابقة، إلا أن العاصمة لا تزال وجهة جاذبة لمسافري الأعمال والترفيه. ويُنتظر أن يتلقى الطلب دفعة إضافية مع استضافة المدينة فعاليات كبرى لاحقًا هذا العام، أبرزها معرض سيتي سكيب العالمي ومعرضا الأغذية و«هوريكا».

يبلغ رصيد الرياض حاليًا 24.74 ألف غرفة فندقية، مع خطط لإضافة 3510 غرف بحلول نهاية 2025، وصولًا إلى 30.3 ألف غرفة مرتقبة في 2027. ويُلاحظ تركيز واضح على الفنادق الفاخرة، إذ تمثل تلك الفئة نحو 74 % من الغرف القائمة.

من ناحية الأداء، تراجع متوسط السعر اليومي للغرفة في الرياض إلى 890 ريالًا (-8 %)، وانخفضت إيرادات الغرفة المتاحة إلى 537 ريالًا (-17 %) مع معدل إشغال يناهز 60 %. وعلى النقيض، قفزت مؤشرات مكة المكرمة والمدينة المنورة بفضل انتعاش السياحة الدينية، حيث تجاوز معدل الإشغال 78 % و81 % على التوالي.

تشير «نايت فرانك» إلى أن المسار التصاعدي للطلب على المكاتب في الرياض سيستمر على المدى المتوسط، مدعومًا بمبادرات الحكومة لتحويل العاصمة إلى مركز أعمال إقليمي، بينما يُتوقّع أن يستعيد القطاع الفندقي زخمه مع اقتراب الفعاليات الدولية الكبرى ومواصلة التوسع في المعروض الفاخر.