فيلا العرض.. نموذج حاسم في قرار الشراء
عبدالله بن صالح
شهد قطاع التطوير العقاري في السنوات الأخيرة تنوعًا واسعًا في المشاريع السكنية، إلا أن سلوكيات العملاء تكشف عن أن “فيلا العرض” لا تزال الأداة الأبرز في دفع قرارات الشراء.
في تجربة عملية مع أحد العملاء الراغبين في شراء منزل العمر بعد توفر السيولة اللازمة، اتضح أن دقة تحديد المواصفات ساعدت على تضييق دائرة الخيارات وحصرها في ثلاث وحدات سكنية مناسبة. وعند المعاينة الميدانية، برزت إحدى الوحدات كخيار مثالي مطابق لمتطلباته، الأمر الذي دفعه إلى طلب حجز “فيلا العرض” نفسها. غير أن المفاجأة تمثلت في كونها محجوزة مسبقًا، ولم يتبق سوى الوحدات الفارغة.
طرح العميل سؤالًا منطقيًا: هل يمكن تأثيث الوحدة المرغوبة بالمستوى نفسه الذي شاهده في العرض؟ إلا أن الإجابة جاءت بالنفي لغياب أي تعاون مع شركات التصميم الداخلي أو مزودي خدمات التأثيث. هذه الإجابة دفعت العميل إلى إعادة النظر في خياراته، والانتقال مباشرة للبحث عن بدائل أخرى.
هذه الواقعة تثير تساؤلات جوهرية حول أهمية الشراكات الاستراتيجية بين المطورين العقاريين وشركات التصميم الداخلي والتأثيث. إذ تؤكد أن العميل يبحث عن تجربة سكنية مكتملة، لا عن وحدة فارغة فقط. فالمنزل المؤثث يعزز من خيال المشتري، ويمنحه تصورًا حيًا عن نمط حياته المستقبلي، وهو ما يفسر الإقبال الكبير على حجز فلل العرض مقارنة ببقية الوحدات.
إن تقديم خدمات ما بعد البيع، سواء عبر باقات تأثيث جاهزة أو عبر عقود شراكة مع شركات متخصصة، لم يعد خيارًا تكميليًا، بل بات عنصرًا أساسيًا في تسريع عمليات البيع وتعزيز ثقة العميل. هذه الخدمات لا تقتصر على رفع جاذبية المشروع فحسب، بل تمنحه أيضًا ميزة تنافسية في سوق مزدحم بالمشاريع.
الخلاصة أن تجربة العميل المذكورة ليست حالة فردية، بل تعكس توجهًا متناميًا في السوق العقاري. ومن هنا، يتعين على المطورين العقاريين إعادة النظر في أدواتهم التسويقية، والانتقال من بيع الوحدات كمنتجات جامدة إلى تسويقها كحلول متكاملة للحياة العصرية. عندها فقط تتحول “فيلا العرض” من مجرد نموذج تسويقي إلى أداة استراتيجية حاسمة في إغلاق الصفقات.
@aqar_1159