كشف تقرير اقتصادي حديث صادر عن شركة جدوى للاستثمار أن تكاليف السكن في المملكة العربية السعودية ما زالت تسجل زيادات ملحوظة خلال العام الجاري، ما يعزز استمرار الضغوط التضخمية على الأسر.
أوضح التقرير أن إيجارات الشقق السكنية ارتفعت بمتوسط 11.2% منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية يوليو، بينما سجلت إيجارات الفلل زيادة قدرها 6.8% خلال الفترة ذاتها. ويُعزى ذلك إلى تنامي الطلب على الوحدات السكنية في المدن الكبرى، مدفوعًا بالتوسع العمراني وارتفاع أعداد السكان والتحولات في أنماط المعيشة.
أكد التقرير أن مجموعة السكن والمرافق لا تزال المحرك الأكبر للتضخم العام، على الرغم من تراجع وتيرة الزيادة إلى 5.6% مقارنة بفترات سابقة، وهو ما يرجع إلى انخفاض معدل التضخم في الإيجارات مع دخول تأثير سنة الأساس. وبلغ التضخم الكلي لأسعار المستهلك في يوليو 2.1% على أساس سنوي، بينما استقر على أساس شهري. كما ارتفعت أسعار الأغذية والمشروبات بنسبة 1.6%، مدفوعة بزيادة أسعار الفواكه والمكسرات.
في موازاة ذلك، أشار التقرير إلى ارتفاع مؤشر مديري المشتريات غير النفطي إلى 56.4 نقطة في أغسطس، بدعم من نمو الإنتاج وزيادة طلبات التصدير، وهو ما يعكس استمرارية توسع أنشطة القطاع الخاص، رغم تباطؤ الوتيرة مقارنة بالربع الأول من العام.
على صعيد الإنفاق الاستهلاكي، أظهرت البيانات ارتفاع إجمالي إنفاق المستهلك في يوليو بنسبة 15.4% سنويًا و9.7% شهريًا، مدفوعًا بزيادة لافتة في تعاملات التجارة الإلكترونية (+79.5%) إلى جانب نمو عمليات نقاط البيع (+8.8%).
سجل عرض النقود (ن3) نموًا بنسبة 8.4% سنويًا في يوليو، بينما تباطأ نمو الائتمان إلى 15.2%. كما ارتفعت القروض العقارية الجديدة مقارنة بشهر يونيو، لكنها بقيت أقل بنسبة 9% عن مستوياتها قبل عام. وفي المقابل، انخفضت احتياطيات البنك المركزي من الموجودات الأجنبية بمقدار 13.6 مليار دولار لتستقر عند 444 مليار دولار، وهو مستوى ما زال أعلى مما كان عليه بنهاية 2024.
أما على صعيد الأسواق المالية، فقد أنهى مؤشر السوق السعودي (تاسي) تداولات أغسطس عند مستوى 10,700 نقطة، منخفضًا بنسبة 2% عن يوليو، وبنحو 11% منذ بداية العام. كما سجل متوسط التداولات اليومية أدنى مستوى له خلال 2025 عند 4.3 مليار ريال. وأكد التقرير أن انخفاض أسعار النفط في أغسطس كان من أبرز العوامل الضاغطة على الأداء الاقتصادي، ما زاد من حذر المستثمرين تجاه التوقعات المستقبلية للنشاط والأرباح.
