تشهد جزر البحر الأحمر السعودية تحولًا جذريًا ضمن مشروع “جزيرة لاحق”، الذي تطوره شركة “البحر الأحمر العالمية” التابعة لصندوق الاستثمارات العامة.
جزر البحر الأحمر السعودية
ويعد المشروع أول تطوير عقاري سكني متكامل للشركة، ويهدف إلى تحويل الجزيرة إلى وجهة سياحية فاخرة تستقطب الأثرياء المحليين والدوليين، ضمن خطة المملكة الطموحة لتعزيز القطاع السياحي بحلول عام 2028.
أسعار الوحدات السكنية الفاخرة في “جزيرة لاحق”
وتتراوح أسعار الوحدات السكنية الفاخرة في “جزيرة لاحق” بين بضعة ملايين وتصل إلى 150 مليون ريال سعودي (نحو 40 مليون دولار)، مما يجعل من تسويق هذه العقارات تحديًا كبيرًا، خاصة في ظل حداثة السوق العقارية السعودية والقيود الاجتماعية التي لا تزال قائمة.
أسعار الشقق في “جزيرة لاحق”
تبدأ أسعار الشقق من 5.5 مليون ريال، فيما تبدأ أسعار الفلل من 18 مليون ريال، وفقًا لستيفن تشيزبرو، رئيس تطوير “مشروع البحر الأحمر”.
يقام المشروع على جزيرة دائرية تبلغ مساحتها نحو 400 هكتار، ويضم 528 فيلا موزعة على شمال وجنوب الجزيرة، إلى جانب 221 شقة فاخرة، بالإضافة إلى سوق تجارية وفندقين فاخرين، ومن المتوقع افتتاح الجزء الجنوبي من الجزيرة في عام 2028.
وتراهن السعودية على أن هذه المشاريع ستحدث نقلة نوعية في السوق العقارية، وتسهم في جذب استثمارات أجنبية جديدة، خاصة بعد السماح للأجانب بالتملك العقاري داخل المملكة، ورغم القفزات الكبيرة في أسعار العقارات منذ عام 2019، حيث ارتفعت أسعار الشقق بنسبة 96% والفلل بنسبة 53%، فإن وتيرة الصفقات تباطأت خلال العام الأخير بسبب تراجع القدرة الشرائية.
ويشير فيصل دوراني، رئيس أبحاث الشرق الأوسط في شركة “نايت فرانك”، إلى أن سوق العقارات الفاخرة في المملكة لا تزال في مراحلها الأولى، ويؤكد أن عدد المشترين المهتمين بها لا يزال محدودًا مقارنة بأسواق ناضجة مثل دبي.
وأكدت شركة “البحر الأحمر العالمية” أنها سجلت مبيعات عقارية بقيمة 1.5 مليار ريال حتى الآن، معظمها في منتجعاتها الفاخرة، وتستهدف تحقيق مبيعات إضافية بقيمة ملياري ريال خلال العام الحالي، الجزء الأكبر منها من “جزيرة لاحق”.
وذكر تشيزبرو أن المشروع يجذب اهتمام مشاهير ومستثمرين دوليين، بمن فيهم لاعب كرة قدم في الدوري الإنجليزي الممتاز، دون الكشف عن اسمه.
وتواصل الشركة توسيع محفظتها السياحية، حيث افتتحت حتى الآن خمسة فنادق، ومن المنتظر افتتاح 11 منتجعًا جديدًا خلال العام الجاري، رغم أن أسعار الإقامة المرتفعة التي تصل إلى 7 آلاف ريال لليلة تجعلها بعيدة عن متناول الزائر العادي.