هناك دلائل قوية بأن الملكة العربية السعودة تتجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض مواد البناء مثل الأسمنت، ولكن ما زالت هناك أنواع من مواد البناء تعتمد فيها النسبة الأكبر على الاستيراد، وجاء هذا التوجه مع ارتفاع حجم المشاريع العقارية والإنشائية التي تنفذها المملكة في مختلف المدن.
حجم إنتاج المملكة من الأسمنت
يصنف الأسمنت بأنه أحد أهم مواد البناء، ولديها نحو 20 مصنعا لإنتاج الأسمنت، ولا تستورد المملكة الأسمنت تقريبا، فهى مكتفية ذاتيا من إنتاج الأسمنت، بل تصدر جزء من إنتاجها، حيث تجاوزت صادرات الأسمنت والكلنكر 8.48 مليون طن عام 2023، ولدى مصانع المملكة قدرة على زيادة حجم إنتاجها، وهو ما يعني أن هناك إمكانية لزيادة حجم الإنتاج إذا ارتفع الطلب المحلي، أو تم التوسع في مشاريع البنية التحتية.
ووفقا للتقارير، فأن الوضع بالنسبة للحديد مختلف عن الأسمنت، حيث ما زالت السعودية تستورد كميات من الحديد من الخارج، وتساهم فرض رسوم استيراد على بعض مواد البناء على تشجيع إنتاجها محليا.
تحديات تحقيق الاكتفاء الذاتي
تعتبر تكلفة الطاقة والنقل من التحديات التي تعيق المملكة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مواد البناء، حيث أن المواد الثقيلة مثل الأسمنت والحديد تتأثر بشدة بتكلفة الوقود والنقل، وكذلك المواد الخام تعد أحد المعوقات، خاصة وأن إنتاج بعض مواد البناء يحتاج إلى خامات غير متوفرة محليا بالكفاءة والنوعية المطلوبة، بالإضافة إلى أن تغير الطلب المحلي يؤثر على قدرة المصانع على استغلال طاقتها الكاملة في الإنتاج.