التحول الرقمي.. إنجازات يتحدث بها القطاع العقاري
خالد العلي
من كان يتخيل قبل عقد من الزمن وهو ثلث خبرتنا في السوق العقاري، أن الإفراغ العقاري يمكن أن يتم في دقائق عبر شاشة هاتفك المحمول؟
هذا المشهد يعبر ويلخص حجم التحول الرقمي الذي يعيشه القطاع العقاري السعودي اليوم ، تحول جعل التقنية قلب السوق لا هامشه. يواصل القطاع العقاري السعودي النمو بوتيرة غير مسبوقة، مدفوعًا بالتحول الرقمي والحوكمة والتنظيم. ذكرتها تقارير عالمية مثل تقرير KPMG و Knight Frank لعام 2024
تشير البيانات إلى أن السوق يشهد نموًا سنويًا يتجاوز 7% مدعومًا ببرامج مثل الإفراغ الإلكتروني، المؤشرات العقارية، والسجل العقاري ومنصة ايجار، التي أعادت تعريف طريقة تأجير العقارات والملكية في المملكة.
هذا يؤكد أن التحول الرقمي أسهم في رفع كفاءة السوق وجذب مزيد من المستثمرين العالميين بفضل مستوى الشفافية الذي تقدمه المنصات الرسمية التابعة للهيئة العامة للعقار ووزارة العدل.
وأما بالنسبة للقطاع الخاص فقد وصل إجمالي عدد المنصات العقارية الإلكترونية المرخصة من قبل الهيئة العامة للعقار إلى 71 منصة عقارية (حتى الربع الأول 2025) مقارنة باقل من نصف هذا العدد خلال سنوات قليلة سابقة.
وتتضمن هذا العدد منصات عالمية اتخذت القرار في دخول السوق السعودي لما يحمل مستقبلة من فرص وتطور في التقنية العقارية هذه المنصات غيرت تجربة المشتري والبائع في قطاع العقارات بشكل جذري ولا زال المجال مفتوح لتطورها اكثر.
برغم الجهود التطويرية الضخمة من القطاع الحكومي والخاص، لا يزال جزء من السوق يعتمد على الإجراءات القديمة والتواصل التقليدي. التحدي الحقيقي لم يعد في “توفر التقنية”، بل في تغيير الثقافة المؤسسية لدى بعض الشركات والمكاتب العقارية الصغيرة والمتوسطة. والنظر الى التقنية في المنظمة بانها تسهل العمل وترفع كفاءته وليست عبئ مالي او تعقيد . وهذه امثلة وليست على سبيل الحصر التي ثبت بانها نقلة العمل الى مستوى عالي من الاداء
كإدارة العقود إلكترونيًا التي قللت الأخطاء المحاسبية وزادت الشفافية .ومتابعة الصيانة عبر البرامج والمنصات السحابية التي وفرت الوقت والمصروفات. و استخدام التقنية في التحصيل التي رفعت من انتظام التدفقات النقدية بنسبة تتجاوز 30% وفق بعض الدراسات، واعتقد خلال السنوات القليلة االقادمة، سننتقل من مرحلة “التحول الرقمي” إلى مرحلة “العقار الذكي”.
من خلال تقنيات وتطبيقات من المتوقع أن تغيّر قواعد السوق مثل:
-أنظمة إدارة الأملاك و المرافق المتكاملة التي توحد العمليات المالية والتشغيلية في منصة واحدة
(Prop. & Facility Management Platforms) والذكاء الاصطناعي التحليلي لتقدير القيمة السوقية والإيجارات المستقبلية. وايضا الأتمتة في التقارير والعقود لتقليل الأخطاء البشرية.البلوك تشين لتوثيق الملكيات والعقود بأمان تام. وارى ايضا فرص تقنية واعده في مجال ادارة جمعيات الملاك الذي لم ياخذ نصيبة الى الان من السوق تقنيا .
ويُتوقع أن ينمو سوق التقنية العقارية (PropTech) في المملكة بنسبة 19٪ سنويًا حتى 2030، ليقترب من ثلاثة مليارريال في القيمة السوقية.
وهي إشارة واضحة إلى أن السوق يتجه نحو التشغيل الذكي والمؤتمت بالكامل.
التحول الرقمي في العقار السعودي لم يعد مشروعًا تنظيميًا، بل اتجاهًا استراتيجيًا لبناء سوق أكثر كفاءة وثقة.
مدير الأملاك أو الوسيط الذي يتعامل مع التقنية كعبء إداري، سيكتشف قريبًا أن المنافسين الذين تبنّوها أصبحوا أسرع وأدق وأكثر جذبًا للعميل.
التقنية لا تُقصي الإنسان، بل تضاعف امكاناته وتحسن منها الى الوصول الى اعلى مستويات جودة الانتاجية
@amayerproperty
شركة العمائر لإدارة الاملاك