«ديجيتار».. إضافة وليس خصمًا
عبدالعزيز العيسى
في مثل هذا التوقيت من شهر نوفمبر العام الماضي، وفي هذه المساحة جاء مقالنا تحت عنوان «التقنيات العقارية.. ليس خيارًا» وأشرنا فيه إلى أن تطبيق التقنيات العقارية سيرسخ مبدأ الشفافية في المعاملات العقارية من خلال توفر المعلومات الكافية وصحة بيانات العقار المتداول، وإيجاد قنوات إلكترونية للدفع والسداد، مما يقلل هامش الخطأ والاحتيال. وجاء في المقال: «هذا التقدم التقني سوف يرمي بظلاله على الوسطاء العقاريين ويحفزهم على المواكبة وتقديم أفضل ما لديهم، وكذلك المطورين العقاريين».
اليوم، ومع إطلاق منصة سكني لخدمة «ديجيتار»، متعددة المهام والأهداف، يجد الوسطاء العقاريون أنفسهم أمام تحدٍ كبير؛ إذ تقدم الخدمة الجديدة خدمات عقارية مميزة مدعَّمة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتجمع في مكان واحد كل ما يحتاجه الوسيط العقاري في مكان واحد، من بيانات وإحصائيات عقارية، وترتيب العملاء الجادين، ونشر الإعلانات، وكذلك إتمام عمليات البيع والشراء بسرعة ودقة فائقة، والتأكد من الدفع والسداد.
هذه الخدمات مجتمعة إذا أحسن الوسيط استخدامها، وطورت المنصات العقارية من أدواتها ستكون إضافة لها وليس خصمًا عليها، لأن المنافسة في السوق العقاري أصبحت تحكمها المواكبة والابتكار وروح المبادرة في تقديم خدمات إضافية للعملاء، وترقيتهم من عملاء إلى شركاء، ومن أبرز المكاسب التي يمكن اكتسابها الوصول إلى الجمهور المستهدف سيكون أوسع وأسهل من ذي قبل، وكذلك استخدام الإعلانات المستهدفة للوصول إلى شرائح محددة بدقة، وفي المقابل وأمام هذه البيانات وارتفاع مستوى الشفافية سيتمكن العملاء من البحث عن العقارات بشكل أسرع، والحصول على معلومات مفصلة وشاملة، وإجراء جولات افتراضية ثلاثية الأبعاد للعقارات من أي مكان، مما يسهل عملية اتخاذ القرار، هذه التحديات تحتم على المنصات العقارية إجراء تعديلات جوهرية في استراتيجية عملها وتحسين بيئة العمل الافتراضية وتعزيزها بخدمات أخرى تجتذب المشترين والبائعين وأصحاب الأملاك حتى تُحدث فرقًا في الخدمات المقدمة.
نأمل أن تكتمل دائرة الاستفادة القصوى من هذه التسهيلات التقنية بالمزيد من الاهتمام بتنمية المهارات والارتقاء بالتدريب الذي يساعد على تسهيل رحلة الوسيط العقاري أو المنصات التقنية في تقديم الخدمات المطلوبة دونما تعقيد.