الاستدامة العقارية
مؤنس شجاع
تعرف الاستدامة «حسب لجنة برونتلاند التابعة للأمم المتحدة» بأنها تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة، بحيث يتم هذا المفهوم من خلال تحقيق التوازن بين الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية يضمن خلاله بقاء الموارد البيئية والطبيعية سليمة لتتم الاستفادة منها للأجيال القادمة بإذن الله عبر الحد من التلوث البيئي وترشيد الاستهلاك والحفاظ على الموارد الطبيعية.
إن مفهوم الاستدامة أصبح ضرورة ومعياراً للتنمية الاقتصادية وهو بكل تأكيد يمكن تطبيقه على العقارات بل بدأت العديد من شركات التطوير العقاري في استخدامه والتسويق لمشاريعها بأنها تساهم في الاستدامة البيئية، ولرؤية أوسع لتطبيق مفهوم الاستدامة على العقارات يمكننا القول بأنه هناك العديد من الطرق لتنفيذ ذلك المفهوم على المباني والمشاريع العقارية سواء كانت مشاريع جديدة او إعادة تأهيل لمباني قديمة أيضاً!
ولعل ما يعرف بمواد البناء الخضراء هي إحدى الطرق في جعل العقار من المباني المستدامة على سبيل المثال استخدام أنظمة الطاقة المتجددة في الأبنية كالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو الأنظمة الهجينة التي تشمل الكهرباء والطاقة الكهروضوئية كما يدخل ضمنها الأنظمة الموفرة للطاقة والتقليل من انبعاثات الكربون في الجو وتأثيره على المناخ!
ان التطوير العقاري الذي يراعي جوانب الاستدامة البيئية من استخدام المواد الخضراء يقلل بدوره التكاليف التشغيلية للعقار بالمستقبل مما يزيد من قيمته السوقية خصوصاً مع استخدام ذلك النهج منذ التخطيط للمشروع حتى انتهاءه وتشغيله ولعل اعتماد اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي والمركز السعودي لكفاءة الطاقة الدليل الإرشادي لمتطلبات مخططات كفاءة الطاقة للمباني السكنية سيساهم بكل تأكيد في تحقيق تلك الاستدامة العقارية عبر التشجيع على استخدام أقل للطاقة وتقليل الانبعاثات الضارة وكذلك زيادة القيمة السوقية للمباني ذات التصنيف المرتفع في مقياس كفاءة الطاقة للمباني.
@MounesShujaa