شارك المنتدى السعودي للأبنية الخضراء أمس الأربعاء، في الجلسة الوزارية الافتتاحية ضمن أعمال المؤتمر العام الحادي والعشرين لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، والذي تستضيفه المملكة العربية السعودية في الرياض خلال نوفمبر 2025.
وأكد المنتدى في الجلسة الدور الريادي للمملكة في دفع مسار التنمية الصناعية المستدامة، اتساقًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 والتحولات الاقتصادية التي تشهدها.
وأوضح الأمين العام للمنتدى السعودي للأبنية الخضراء المهندس فيصل الفضل في كلمته، أن العالم يمر بـ “لحظة محورية” في مسار التنمية الصناعية، في ظل استمرار تحديات عالمية واسعة؛ إذ يُتوقع أن يبقى أكثر من 600 مليون شخص في فقر مدقع بحلول عام 2030، بينما يفتقر أكثر من 2.4 مليار شخص لحلول الطهي النظيفة، مبينًا أن نمو الإنتاجية الصناعية تباطأ عالميًا إلى أقل من 1.5% سنويًا، في وقت لا يتجاوز فيه التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 15% فقط.
وأشار الفضل إلى أن 90% من آثار التدهور البيئي ترتبط بالأنظمة الصناعية، في حين لا يحصل سوى خُمس الشركات الصغيرة والمتوسطة عالميًا على التمويل الأخضر أو نقل التكنولوجيا، مما يعكس فجوة واضحة بين الطموح والواقع التنفيذي، مشددًا على أن معالجة هذه الفجوة تتطلب تعزيز الابتكار وتوسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التحول الصناعي المنشود.
وأكد الأمين العام أن نمو القطاع غير النفطي في المملكة بنسبة تتراوح بين 4% و5% سنويًا يعكس قوة التمكين الوطني ضمن برامج التحول الاقتصادي، وهو ما مكّن المؤسسات الوطنية -ومنها المنتدى السعودي للأبنية الخضراء بصفته منظمة غير حكومية ذات صفة استشارية لدى الأمم المتحدة- من تعزيز دورها في دعم الدول الأعضاء وتطوير نماذج صناعية أكثر كفاءة واستدامة.
وبيّن الفضل أن أعمال المنتدى تتقاطع مع أولويات منظمة UNIDO عبر ثلاثة محاور رئيسية من تعزيز القدرة التنافسية الصناعية عبر تطوير المعايير والمعرفة المهنية، ودعم التحول الرقمي الصناعي باستخدام البيانات والنماذج العلمية لرفع الكفاءة وتقليل الهدر، إلى بناء القدرات الصناعية للمستقبل من خلال منظومة “سعف الاحترافية”، التي أسهمت في تأهيل آلاف الممارسين البيئيين في المملكة والمنطقة.
وفي ختام كلمته -الموجه لرئيس المؤتمر- أكد الفضل أنه “لا يوجد حل واحد يناسب الجميع”، موضحًا أن الشراكة، وتبادل المعرفة، وتوحيد الجهود، تمثل الطريق الأكثر فعالية لتعزيز التحول الصناعي المستدام، مجددًا التزام المنتدى بدعم جهود المملكة والدول الأعضاء نحو مستقبل صناعي أكثر مرونة واستدامة.
يذكر أن المنتدى السعودي للأبنية الخضراء يُعد من المؤسسات الوطنية الرائدة في الاستدامة العمرانية، ويتمتع بالوضع الاستشاري الدائم لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، كما أنه مراقب معتمد في مجالات البيئة والمناخ والتصحر والتنوع الأحيائي، مما يعزز دوره في دعم الجهود الوطنية والدولية لتحقيق التنمية الصناعية المستدامة.