يلعب التأمين دوراً مهماً في تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تساهم بحوالي 33% من الناتج المحلي الإجمالي للسعودية, لكنه يعاني في الوقت نفسه من تحديات ومعوقات تؤدي غالباً إلى تعثره وفشله وعدم قدرته على الاستمرار والمنافسة, لذا أكد مختصون في مجال تمويل مشروعات ريادة الأعمال أن رفع الكفاءة الإدارية لدى مسؤولي المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز ثقافة إدارة المخاطر لديهم تعتبر ركائز مهمة لتطوير أساليب التخطيط ووضع الاستراتيجيات وتصميم منهج العمل وبالتالي تحقيق الأهداف في القطاع.
تعزيز ثقافة إدارة المخاطر
إلى ذلك ناشدت دورة تدريبية نظمتها شركة التعاونية للتأمين تحت عنوان «أساسيات التأمين» لتكريس وتعزيز ثقافة إدارة المخاطر التشغيلية وعلاقتها بمفهوم التأمين, وأكد المتحدثون أن كفاءة إدارة الموارد يعد مطلباً أساسياً لاستمرار المشروعات وحماية الدورة الاقتصادية ككل، خصوصاً وأن قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة أصبح يشكل محوراً مهماً في صلب إستراتيجية الحكومة لتنويع الاقتصاد في هذه المرحلة التي تتطلب زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية.
ومن جهته, دعا مدير إدارة برنامج كفالة في البنك الأهلي التجاري فواز بن محمد الخياط، أحد المشاركين في الدورة، المنشآت الصغيرة والمتوسطة النظر للتأمين كضرورة تطويرية للمنشأة وليس إجراء استكمالي للحصول على التمويل, منوهاً لضرورة فهم حقيقي لأهمية التمويل من الناحية الاستثمارية لضمان استمرارية المشروعات.
ضغوط حول رواد الأعمال
وفي ذات السياق, تحدث رئيس قسم الرهون والتأمين والمتابعة في برنامج كفالة عبد العزيز العبيدي حول أهمية دور الجهات الداعمة لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تعزيز ثقافة إدارة المخاطر وعلاقتها بمجال التأمين لدى المنشآت قائلاً «أن ما اختبرناه وناقشناه في الدورة من معلومات حول مفاهيم التأمين وكيفية نقل المعرفة التأمينية إلى المستفيدين من برامج التمويل من رواد الأعمال سيساعد في الحد من الضغوط التي يتعرض لها رواد الأعمال في مرحلة التأسيس والتشغيل وتعجل الحصول على الربح دون الأخذ بعين الاعتبار قرار التأمين على المنشآت الذي يقلل من المخاطر ويديرها بطريقة تضمن استمرارية المشروع».
التأمين شريك المنشآت وداعمها
وحول دور الجهات التي تُعنى بالتأمين أكد مدير عام التسويق بالتعاونية ماجد بن أحمد البهيتي مدير عام التسويق بالشركة دور شركته بأن تكون شريكاً أصيلاً ومسامهاً فاعلاً في دعم آليات مبتكرة لتعزيز مسار التنمية الاقتصادية التي يشهدها المجتمع، مشيراً إلى دورها كشريك فاعل في تطوير قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة نحو بيئة ذات جاذبية أعلى للأعمال الريادية ومخاطر تشغيلية قابلة للتحديد والإدارة, نوّه البهيتي إلى أن شركة التعاونية صممت باقات تأمينية لتلبية احتياجات مختلف الأنشطة الاقتصادية ودعم هذه الفئة من المؤسسات لإنجاح أعمالها وضمان استمرارها رغم المخاطر والتحديات.
وضع تصور مقترحات للحلول
وناشد المتحدثون في الدورة بضرورة دعم قطاع ريادة الأعمال من خلال ما توفره الدورة من رفع المعرفة بأساسيات التأمين لدى استشاريي تمويل مشروعات قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة, وأمنوا على تعزيز ثقافة التأمين على المشروعات وكيفية وضع تصور واضح ومقترحات لمعالجة أوضاع القطاع وأدوات دراسة أوضاع المشروعات وتقديم مقترحات لعمل تغطية تأمينية مناسبة وبتكلفة مناسبة.