في لمحة عن سوق العقار مع صيف 2019 نجد أنه يمر بمرحلة صعبة من مراحل التحول والكساد التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ المملكة ولأول مرة يواجه جبهات كثيرة وقد يستغرق سنوات للتأقلم مع الأنظمة والإجراءات والضرائب والرسوم والاشتراطات مع ضعف الدخول وانخفاض معدل الزواج، وارتفاع التكاليف وقلة الطلب بمغادرة العمالة.
ومع تهاوي سوق العقار التجاري والسكني بصفة عامة، أصبح العثور على مشترٍ أو مستأجر أمراً صعباً، والقدرة الشرائية أصبحت ضعيفة، إذ تعتمد على الدعم والقروض مما جعل الصندوق العقاري والبنوك وجهات التمويل السكني هي المحرك الرئيسي لتنشيط السوق لاستقطاب العملاء تجاه العقار السكني أو التجاري.
ومعالجةً لهذا الركود، نحتاج لتغيير التفكير التقليدي المعقد الذي ضاعف من كساد السوق، وذلك بإصدار عدة توصيات تعالج الأنظمة الحكومية للسماح بالتأجير النظامي الجزئي في التجاري خصوصاً مع التطور الرقمي والتقني الذي صاحب كل المجالات، وهذا ينسجم مع توجهات رؤية 2030 في تشجيع المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تزيد من توظيف الشباب وزيادة فرص العمل وتقليل التكاليف.
ومن أبرز التوصيات التي يتناولها العقاريون:
1- أن يكون السعر مقبولاً ومعقولاً مقارنة بالعقارات في المنطقة، ويمكن التحقق من مستويات الإيجار بمختلف الوسائل.
2- السعي لاستقطاب المستأجرين من خلال الإعلان في الصحف المحلية والمتخصصة، وبواسطة الأصدقاء والأقارب وزملاء العمل.
3 – الاهتمام بالعقار وإجراء صيانة وتطويره حتى يكون مختلفاً ومميزاً وجاذباً بالنظافة وتركيب أجهزة منزلية معمرة جزئيا مثل التكييف، الثلاجة، الفرن، وغيرها من مستلزمات السكن، مما يصعب مقارنة عقارك بالآخرين.
4- الاهتمام بتفاصيل عقد برنامج «إيجار» وملء الفراغات التي توجد فيه مثل اشتراط 2000 ريال تدفع كتأمين، وأيضا سداد ما يتعلق بإتحاد الملاك حسب الاتفاق المحدد بينهم في المباني متعددة الوحدات السكنية.
5- وتبرز أهم التوصيات في الاستفادة من مرونة عقد الإيجار والاتفاق على طريقة السداد المريح للطرفين.
لكل ما سبق يجب أن يتجنب العقاريون والملاك العقود الطويلة جداً التي تسبب بعضها في شل حركة المطورين وإيقاف خدماتهم ليصبح فيما بعد مطلوباً قضائياً لعدم القدرة على التماشي في سداد العقد، والبعض الآخر استسلم للتخارج لرغبة ملاك الأراضي في إلغاء العقد مقابل استلام الأرض بما عليها من مباني كقرار مجحف ولكن ليقيه من ورطة العقد والخوف من المستقبل، مردداً المثل ( العاقل من اتعظ بغيره).