في إطار زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – إلى روسيا الاتحادية، انطلقت، صباح اليوم، أعمال منتدى الاستثمار السعودي الروسي الأول تحت عنوان “الاستثمار نحو بناء شراكة قوية”، الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع مجلس الغرف السعودية والمجلس السعودي الروسي المشترك, وذلك بمشاركة 200 رجل أعمال وممثل لكبرى الشركات السعودية والروسية.
تنفيذ 25 مشروعاً اقتصادياً مشتركاً
وهدفت الزيارة إلى تطوير الشراكات والعلاقات التجارية بين قطاعَي الأعمال، بما يحقق تطلعات قياديتَي البلدين الصديقين, في بداية أعمال المنتدى ألقى وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك كلمة عبر فيها عن سعادته بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى روسيا الاتحادية؛ مؤكداً أثرها الإيجابي في دعم علاقات الشراكة الدبلوماسية والاقتصادية بين المملكة وروسيا, وأوضح أنه حان الوقت لرفع مستوى الشراكات بين الجانبين وتوسيعها وتفعيلها من خلال عقد اتفاقيات تعاون مثمرة بشكل يزيد من حجم العلاقات الثنائية بين البلدين نحو الأفضل.
وأوضح أن مجالات التعاون بين المملكة وروسيا تسير وفق المخطط له، وتتنوع في قطاعات الصناعة، والصحة، والبنية التحتية، والزراعة، والسياحة، والتقنية، والطاقة النووية، وتحلية المياه، بالإضافة إلى التعاون في مجاليْ النفط والغاز؛ مشيراً إلى أن البلدين يسعيان حالياً إلى تنفيذ 25 مشروعاً اقتصادياً مشتركاً تزيد من التعاون الإيجابي بين البلدين.
القصبي: تحالفات بين السعوديين والروس لبناء شراكات ناجحة
ومن جانبه ألقى وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، كلمةً أعرب فيها عن الشكر والتقدير للحكومة الروسية على احتضان منتدى الاستثمار السعودي الروسي، ويحدوه آمال واسعة لتنمية التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين.
وأوضح القصبي إن المملكة العربية السعودية في ظل رؤيتها 2030 حريصةٌ على تنمية وتشجيع الاستثمار ومساهمة القطاع الخاص وتذليل التحديات التي تواجهه لنفاذ السلع والخدمات، في ظل انفتاح الأسواق ووجود الأنظمة التي تحمي المستثمرين لتعزيز وتنمية علاقاتها التجارية والاستثمارية التي تتلاقى مع التوجهات الحالية والمستقبلية للاقتصاد الروسي.
وأعرب -في ختام كلمته- عن تطلعه أن يُحقق هذا المنتدى الأهدافَ التي عُقد من أجلها؛ ومنها إيجاد الفرص التجارية والاستثمارية ذات القيمة المضافة، وإيجاد تحالفات من قبل رجال وسيدات الأعمال السعوديين والروس لبناء شراكات ناجحة.
الفالح: التركيز على الصناعية الجديدة ودعم ريادة الأعمال
وفي كلمته أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح دور المملكة وروسيا القيادي في تعزيز الاستقرار والثقة في أسواق النفط العالمية, وبين الفالح أن تعزيز التعاون بين البدلين أثمر أيضاً في إطلاق فرص واعدة للتعاون والاستثمار المتبادل بين البلدين في سعيهما لتطوير اقتصاداتهما؛ حيث كان من أبرزها ما أعلن عنه خلال الفترة الماضية عزمَ صندوق الاستثمارات العامة في المملكة الدخولَ في استثمارات مع صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي؛ مشيراً إلى أنه سيتم خلال هذه الزيارة التاريخية الإعلانُ رسمياً عن ثلاث اتفاقيات لتنفيذ التوجيه؛ وذلك في مجالات الطاقة والتقنيات المتطورة والبنية التحتية تحديداً.
وأكد في هذا الصدد ضرورةَ التركيز على الاستثمار في القطاعات الصناعية والاقتصادية الجديدة المبنية على التقنية مع دعم ريادة الأعمال وتبني الأفكار التي من شأنها أن تُحَوّل الابتكارات إلى منتجات تُحقق عوائد مغرية وإيلاء اهتمام أكبر للعوامل التي تدعم ذلك؛ كترسيخ أنظمة حماية الملكية الفكرية، وتوفير رأس المال الجريء، كما أكد ضرورة التركيز على وضع الأطر والآليات التنظيمية اللازمة لذلك من البلدين.
العمر: موقع المملكة منصة لانطلاق للمنتجات الروسية
ومن جانبه أكد محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس إبراهيم بن عبدالرحمن العمر، أنهم يشجعون الشركات الروسية على التعرف على الفرص المتاحة أمامها في السوق السعودي؛ حيث تستهدف الرؤية 2030 الطموحة استثمارات في عدة قطاعات تُمثّل فرصاً واعدة للاستثمار؛ ومن ضمن هذه القطاعات: قطاعُ النقل، وقطاع البترول والغاز، وقطاع الزراعة، وقطاع أبحاث الفضاء، وقطاع الطاقة المتجددة، وتوطين الصناعة، وغيرها من الفرص, مؤكداً أن موقع المملكة الاستراتيجي يمثّل منصة انطلاق للمنتجات الروسية نحو إفريقيا وغيرها من مناطق العالم.
الراجحي: تطوير القطاع الصناعي والتجاري والسياحي
عقب ذلك، ألقى رئيس مجلس الغرف السعودية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي كلمةً بين فيها أن المملكة بجانب استهدافها للأمن الغذائي تستهدف تطوير القطاع الصناعي والتجاري والسياحي، وتعمل على الاستفادة من المقومات التي تمتاز بها بوصفها العمق العربي والإسلامي وقوة استثمارية رائدة ومحور ربط قارات العالم الثلاث، ولديها العديد من الفرص الاستثمارية التي يضمن تفعيلها بحول الله تعالى القيادة الرشيدة التي تبنّت رؤية المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020 التي يمكن للجانب الروسي المشاركة فيها.
تسليم 4 تراخيص لشركات روسية
بعد ذلك سلّم المهندس العمر، أربعة تراخيص عمل لشركات روسية للاستثمار في المملكة, وحضر حفل افتتاح المنتدى عددٌ من مسؤولي القطاع الخاص، وأكثر من 200 من كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات، الذي يمثلون مختلف القطاعات الاستثمارية في البلدين.
وأردف المهندس الفالح قائلاً: وفي عالم اليوم ونحن نشهد ما تتمتع به روسيا من مواطن قوة في العلوم والتقنية؛ أرى فرصاً هائلة أمام بلديْنا للعمل معاً على تأسيس وتطوير أعمال مستقبلية رائدة عالمياً في البلدين، تركز على قطاعات التقنيات المتطورة عالية القيمة، وتستثمر
وقال: لاستثمار الفرص الواعدة التي أشرت إليها؛ ستشهد هذه الزيارة التاريخية التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات عديدة تهم البلدين، ومما يخص منظومة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية؛ منها التعاون في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، واستكشاف الفضاء الخارجي والصناعات العسكرية، وتطوير الملاحة بالأقمار الصناعية وغيرها.