تذكرت مقولة مستثمر في أسواق المال، وهو خبير وكبير سن تقابلنا في منتجع إحدى الفنادق الخارجية، أثار فضولي كاقتصادي وصحفي بشدة قراءته للصحف الاقتصادية؛ لماذا هذا الشغف يبحث عن ماذا في هذا العمر؟.. فكشف لي سراً جميلا لم أنساه وأتذكره عندما أشاهد الفشل الإداري والخسائر في معظم شركاتنا في الأسهم المحلية والصناديق، حيث قال لي: «أنا أقرأ عن الرؤساء التنفيذيين وسيرهم الذاتية واستثمر بناء على قناعتي بهم أولاً وانقل ثروتي معهم إذا انتقلوا إلى شركات أخرى، وقد حققت ثروة طائلة من تطبيق هذه الإستراتيجية، لذا لا تغيب عني متابعة الصحف المتخصصة والاقتصادية فهي مصدري الوحيد أينما أكون. «
قبل الطرح كان أداء الشركات والصناديق رائعاً, وبعد تحولها إلى سوق الأسهم أو السوق الموازي تبدأ بتناقص المبيعات والفشل الإداري، ونركز هنا على الصناديقِ العقارية وحكمة الاستثمار فيها، إذا كان شرط من هيئة سوق المال على الصندوق العقاري أن يوزع 90% من إرباحه لملاك الوحدات هذا يعني توقف النمو, وليس مشجعاً للاستثمار لضعف العوائد أولاً, وثانياً عوائد استثمارك مع ابن خالتك في العقار أفضل من الصناديق وآمن لأنها لن تضيف نسبة دخل أكبر, لذا توزيع هذه الأرباح دليل واضح على الضعف وعدم المقدرة على النمو وتآكل الثروات، وكبار السن والمتقاعدين هم فقط من يرغبون في توزيع الأرباح للاستمتاع بها فيما تبقى من حياتهم.
جزء كبير من مهام المدير المالي قراءة المستقبل والتنبؤ ووضع رؤية وتصور مع احتمالات ومخاطر الاستثمار والنمو، وليس قراءة الماضي مثل المحاسب, وهنا علينا أن نسأل من هو العبقري والمدير المالي لتلك الصناديق العقارية الذي يشجع على الاستثمار فيها؟ وكيف سيواجه متقلبات السوق بما يفيد مصلحة الملاك؟ وخاصة أن معظم الشركات العقارية في سوق الأسهم تواجه أزمة شديدة في مبيعاتها, وأهم عنصر في صناديق الاستثمار العقاري هو البيع!
الصناديق العقارية حتى الآن 8 وهنالك صناديق أخرى قادمة أو تحت الدراسة, المطلوب منهم الشفافية والتحقق بما يفيد مصلحة المستثمر مستقبلاً وليس بالنظرة الحالية, ولا يكتفي بورقة المثمن العقاري ولا باعتبار الدخل الحالي هو الأساس كما يفعل الكثير، المطلوب كشف المعايير الحقيقية كالإشراف الهندسي والصيانة وجودة العقار الشاملة ومصداقية العقود المستقبلية مع الجوانب الاقتصادي الأخرى كما تفعله وزارة المالية عندما تبحث عن مبنى للإيجار هذا إذا مدراء الصناديق أمناء وحريصون على تنمية أموال الناس.. وإلا استثمارك أنت وابن خالتك أفضل.