مختصون: “الأوقاف” محرك استراتيجي لتطوير “التعليم” وتوفير تمويل مستدام لا يتأثر بأي متغيرات اقتصادية

مختصون: "الأوقاف" محرك استراتيجي لتطوير "التعليم" وتوفير تمويل مستدام لا يتأثر بأي متغيرات اقتصادية

 

أكد خبراء الاستثمار والتعليم في مؤتمر الاستثمار والتمويل للمباني التعليمية الذي افتتحه وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى اليوم الثلاثاء أن الأوقاف لها من الاهمية بمكان في استرايجية تطوير التعليم لإيجاد عدالة بين الأجيال، وتوفير مصدر مالي مستدام، بحيث لا تتأثر المؤسسات التعليمية بأي متغيرات اقتصادية.

جاء ذلك خلال الجلسة الثانية من المؤتمر والتي حملت عنوان “الأوقاف لدعم وتمويل الاستثمار في التعليم”، وترأسها معالي د. اسماعيل بن محمد البشري مدير جامعة الجوف، وشارك فيها كل من د.زياد بن عثمان الحقيل الرئيس التنفيذي لشركة أوقاف سليمان الراجحي، د. عبدالله بن عبد الرحمن الشويعر، أمين صندوق التعليم، د. خالد بن سعيد الظافر القحطاني، الأمين العام لأوقاف جامعة الملك سعود، و د. أحمد بن عبدالله باكرمان عضو اللجنة الوطنية العقارية سابقاً والرئيس التنفيذي لشركة رسيل القابضة.

واستعرض د. عثمان نماذج أوقاف سليمان الراجحي، والتي تضم العديد من المشاريع منها مشروع مدينة الراجحي التعليمية، ومستشفى سليمان الراجحي، موضحاً أن أوقاف سليمان الراجحي هي كيان قانوني يتبع لها عدة لجان ومجالس منها لجنة المراجعة، ولجنة الاستثمار، وغيرها، بحيث يتبع لهذه اللجان مراجعين ومحللين خارجيين لضمان الحوكمة وحماية الحقوق،  وقد بنيت وفق معايير عالمية لتحقيق مبدأ الاستدامة وتنمية المجتمع.

بدوره، اعتبر د. الشويعر أن الأوقاف مهمة خصوصاً حين تتعلق بأمور استراتيجية مثل التعليم، فالهدف من الأوقاف إيجاد عدالة بين الأجيال وتوفير مصدر مالي مستدام، بحيث لا تتأثر المؤسسات التعليمية بأي متغيرات اقتصادية، موضحاً أن النموذج الأفضل من الأوقاف يمكن في وجود روافد متنوعة تدار من قبل فريق محترف ومتخصص.

وأشاد الشويعر بصندوق التعليم كنموذج وتجربة مميزة في هذا المجال بحيث كان يدير حين تأسيسه 7 جامعات وتطور ليصبح اليوم الذراع الاستثماري لـ 26 جامعة، وقد موّل الصندوق أكثر من 500 مشروع جامعي.

وأشار إلى أن حجم أصول الأوقاف التعليمية في الولايات المتحدة الأميركية يصل الى 200 مليار دولار، ويتم الاستفادة منه في دعم الأبحاث العلمية بشكل مستدام من دون التأثر بالدورة الاقتصادية التي تشهد بعض الأحيان ركود وتراجع في النمو، مبيناً أن التحديات التي تواجهها الأوقاف في السعودية تكمن بعدم وجود تنوع في الأوقاف والتركيز على نوع واحد من الأصول.

من جهته، أكد د. القحطاني على أهمية الأوقاف في تطور وتقدم الجامعات العالمية، معتبراً إياها أداة مهمة للتحول من جامعة تقليدية الى جامعة متقدمة، لافتاً إلى أن استثمارات جامعة الملك سعود في مجال الأوقاف تضم على استثمار عقاري في تأجير الأبراج، واستثمار أراضي طويلة المدى، واستثمار مالي في السياحة والفنادق، واستثمار طبي، ومبيناً أن للجامعة شراكة مع القطاع الخاص عبر وادي الرياض للتقنية من خلال إنشاء مركز سابك البحثي.

وشرح القحطاني عن الجامعات التي لديها أوقاف كبيرة مستشهداً بجامعة هارفرد التي تمتلك أوقاف بقيمة 36 مليار دولار وستانفورد التي تمتلك أوقاف بقيمة أكثر من 21 مليار دولار، موضحاً ان الجامعات التي تمتلك أوقاف ضخمة لم تتأثر في مرحلة الركود التي أصابت الاقتصاد الأميركي عام 2009 واستطاعت تلك الجامعات الاستمرار في الأبحاث التي تقوم بها.

من جانبه، أبان د. باكرمان أن أكثر الأوقاف تركز استثماراتها في العقار، داعياً الجهات القائمة على الأوقاف الى التركيز على قطاعي الصحة والتعليم كونها من القطاعات الواعدة.

وأوضح أن نظام PPP يؤمن ضمانات عالية للمستثمرين داعياً الى الاستفادة من التجربة التركية التي تعتمد بنسبة 40% على هذا النظام في الشراكة مع القطاع الخاص، كونها تؤمن تدفقات نقدية مستدامة.

Exit mobile version