التحكيم لغة العصر الحديث بالرغم من أنه نظام موجود من العصور السابقة, ونتيجة التطور السريع للحياة التجارية والاقتصادية للدول الوطنية والدولية أصبحت المعاملات المالية والعلاقات التجارية سريعة التعامل سواء مع الاشخاص الطبيعين أو الاعتباريين وقطاعات الدولة وشركاتها.
ونظرا لرغبة كل من أصحاب هذة المعاملات المالية أن تكون متداولة ومحمية قانونا وعدم تعطليها وتجمدها وتكون راكدة دون الانتفاع بها نتيجة التأخيرفى الفصل فى المنازعات والخصومات من قبل قضاء الدولة. ولإنتشار التجارة السريعة بين الدول وسرعة الانتقال لها مما ادى الى الاحتياج الى قضاء خاص يفصل بالسرعة والدقة اللازمة فى المنازعات مع السرية المطلوبة فى النزاع والتنفيذ الفعلى بعد صدور الاحكام .ظهر على المستوى الدولى والعربى قضاء التحكيم لإنة ناتج عن إرداة أطراف النزاع أولا وينتهى قضائيا بحكم ملزما نهائى دون تعطيل فى تنفيذة.
فالتحكيم هو العدالة الناجزة التى يسعى إليها أطراف النزاع للمطالبة والحفاظ على حقوقهم .
ولقد سارت الدول العربية على الأخذ بالتحكيم للتطورالسريع للتجارة الدولية ونتيجة لذلك أخذت الدول العربية بالتحكيم لمسايرة هذه السرعة فى التبادل التجارى وأصدرت قوانين لنظام قضائى خاص وهو التحكيم موازيا للنظام القضائى العادى لها.
والتحكيم هو الحل الأمثل والملاذ الآمن الذي يركن إليه أصحاب رؤوس الأموال في عصر الثورة الصناعية ، لما لنظام التحكيم من مميزات تتمثل في حرية الأطراف في اختيار القانون الواجب التطبيق أو إخضاع العلاقة القانونية بينهم إلي أحكام اتفاقية دولية أو عقد نموذجي إضافة إلى سرعة إجراءات التحكيم حيث بات التحكيم وسيلة فعالة وسريعة لحل المنازعات التي تثار بين الخصوم في ظل اقتران أحكام المحكمين وقراراتهم بالعدالة وحرية الرأي .
لقد تطور التحكيم حتى أصبح على شكل منظمات وهيئات دولية ومراكز ونما التحكيم في هذه الفترة لأسباب ازدهار التجارة بين الدول ومواطنيها وازدهار عقود الاستثمار وحرية انتقال الأشخاص ورؤوس الأموال وعقود نقل التكنولوجيا وعقود النقل والتأمين والعلاقات المصرفية.
وفي هذه الزاوية سوف يتركز حديثنا حول تسوية المنازعات العقارية عن طريق التحكيم وبيان أهمية التحكيم وابراز ملامحه ومميزاته وأنواعه مع توضيح الفرق بين التحكيم التجاري والقضاء.
د.فهد محمد الرفاعي
نائب أمين عام الاتحاد العربي للتحكيم التجاري الدولي
@DrAlrefaei