خلصت دراسة طبية حديثة إلى أن العيش في الأماكن الخضراء من شأنه تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي يمكن للإنسان أن يتجنب الجلطات والسكتات الدماغية ويتمتع بحياة أفضل وأطول.
وعلى مدى خمس سنوات من الدراسة، وجد الباحثون في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية أن الأشخاص الذين يعيشون في حي أكثر خضرة لديهم خطر أقل بنسبة 16% للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في مناطق لا تكاد توجد بها مساحات خضراء.
وبحسب نتائج الدراسة التي نشرتها جريدة “ديلي ميل” البريطانية، واطلعت عليها “العربية نت”، فقد ارتبطت زراعة المزيد من النباتات والمساحات الخضراء في منطقة ما مع انخفاض مخاطر الأمراض القلبية الوعائية بمرور الوقت.
ويعتقد الخبراء أن “الخضرة” لا تساعد فقط على استنشاق هواء أنظف، ولكنها تجعل الناس أقل توتراً وبالتالي أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الأول للوفاة على مستوى العالم، حيث تودي بحياة ما يقدر بنحو 17.9 مليون شخص كل عام، بحسب تقرير “ديلي ميل”.
قال مؤلف الدراسة الدكتور ويليام أيتكين في جامعة ميامي: “ارتبطت المستويات الأعلى من الخضرة بانخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية بمرور الوقت، سواء عندما احتفظت منطقة ما بخضرة عالية أو عندما زادت الخضرة”.
وأضاف: “كان من اللافت للنظر أن هذه العلاقات ظهرت في غضون خمس سنوات فقط، وهي فترة زمنية قصيرة نسبياً لإحداث تأثير بيئي إيجابي”.
تعزيز الصحة العامة
شدد الدكتور أيتكين على أهمية قيام السلطات المحلية بزراعة الأشجار والشجيرات لتعزيز الصحة العامة.
وقال: “إن زراعة الأشجار وتخضير الأحياء مرتبطة بفوائد متعددة وتوفر استثماراً منخفض التكلفة نسبياً لتعزيز الصحة والرفاهية في العديد من الظروف”.
وتابع: “بالنسبة لتكلفة زيارة غرفة طوارئ واحدة بسبب نوبة قلبية، فيمكن بما يعادلها زرع الأشجار في حي يسكنه 100 شخص وربما منع عشرة أمراض قلبية في هذه المجموعة”.
ونظر الباحثون في هذه الدراسة إلى بيانات من 243 ألفاً و558 مستفيداً من الرعاية الطبية في الولايات المتحدة، تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر والذين عاشوا في نفس المنطقة من ميامي خلال الفترة من 2011 إلى 2016.
وتم استخدام السجلات الطبية للمشاركين في الدراسة من أجل الحصول على حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الجديدة خلال فترة الدراسة التي استمرت خمس سنوات، بما في ذلك النوبة القلبية والرجفان الأذيني وفشل القلب وأمراض القلب الإقفارية وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية / النوبة الإقفارية العابرة.
وحلل الباحثون احتمالات تطوير أي أمراض قلبية وعائية جديدة، وعدد حالات الأمراض القلبية الوعائية الجديدة، بناءً على الخضرة على مستوى المنطقة.
عوامل أخرى
وتم تعديل التحليلات لعوامل أخرى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك العمر والجنس والعرق والدخل ومدى “قابلية المشي” في منطقتهم المحلية، حيث إن القدرة على المشي أكثر أمر جيد بالطبع لصحة القلب والأوعية الدموية.
وقارن الباحثون أولاً صحة القلب بين أولئك الذين يعيشون باستمرار في المناطق ذات الخضرة العالية مقابل المنخفضة خلال الدراسة التي استمرت خمس سنوات.
وكان لدى المقيمين في كتل خضراء عالية طوال فترة الدراسة احتمالات أقل بنسبة 16% لتطوير أي أمراض قلبية وعائية جديدة، مقارنة بتلك الموجودة في كتل خضراء منخفضة.
وقال الدكتور أيتكين: “نشك في أن عوامل متعددة قد تكون مسؤولة عن هذه الملاحظات”.
ولفت إلى أنه على سبيل المثال فقد يقوم الأشخاص الذين يعيشون في مناطق أكثر خضرة بممارسة المزيد من التمارين في الهواء الطلق وقد يشعرون بتوتر أقل بسبب كونهم محاطين بالطبيعة. كما يمكن أن توفر النباتات بعض الحماية من تلوث الهواء أو الضوضاء.