خبير يكشف: 10 مشاكل تتعرض لها برامج الخصخصة بالمملكة

مدينة الرياض

مدينة الرياض

أقامت شعبة إدارة المشاريع بالجمعية السعودية لعلوم العمران أمسية متخصصة لإدارة المشاريع ودورها في برامج الخصخصة الوطنية للدكتور فيصل الشريف بإدارة الدكتور عبدالله الخرماني بحضور عدد من المختصين والمهتمين بإدارة المشاريع وتنميتها بالمملكة.

وبدأت الأمسية بالحديث عن مفهوم الخصخصة وضوابطها التي تعتمد على الإفصاح والوضوح وسرعة التنفيذ وتحديد الجداول الزمنية، حيث أشار مقدم الأمسية الدكتور فيصل الشريف إلى أن عمليات الخصخصة التي تسير ببطء تكون أكثر عرضة للفشل، مبينًا ضرورة تغيير نمط العمل للوصول إلى أعلى أداء ممكن من برنامج الخصخصة.
ونوه “الشريف” إلى أن أهم أهداف برامج الخصخصة تأتي لتوفير موارد مالية للقطاع العام، والتخلص من الأعباء المالية التي ترهق كاهل الحكومات، بالإضافة إلى زيادة التركيز على الأعمال الأساسية Core Business، وأيضًا تعميق الجودة في الإنتاج والكفاءة في التشغيل. مُضيفًا أن دوافع الخصخصة تنحسر في خسائر القطاع العام واعتباره مسؤولًا عن عجز الميزانية وتضخم الدين العام وزيادة البطالة.


وأضاف، الإرتباطات المالية للوظائف لا تزال عائقًا أمام القطاع العام، فيما تعتبر الخصخصة وسيلة لدفع عملية الإنتاج والتحسين المستمر والقضاء على السلبية وتحقيق الانضباط بمقرات العمل، واسترشد “الشريف” بعدد من نماذج الخصخصة الناجحة بالمملكة والتي من بينها (الخدمات الطبية للخطوط السعودية ، ومبادرة محطة الحاويات بميناء جدة الإسلامي، وبيع كامل الحصص في شركة المطاحن الثالثة .. إلخ).

وتحدث الشريف عن مراحل عقود المشاريع التي تقام بالمملكة والتي تأتي خطتها بالتصميم والبناء تم إدارة المشاريع، مُنوهًا بأهم ما يجب فعله لإدارة مشاريع الخصخصة بكفاءة عالية، وذلك بتعيين مدراء المشاريع لإدارة دفة برامج الخصخصة لإنجاح المشاريع والخروج بها من الأزمات.

حيث تطرق إلى مفهوم إدارة المشاريع التي تهدف إلى تنظيم وإدارة الموارد بالطريقة التي تُمكّن إنجاز المشروع باحترام مضمونه المحدد وبمراعاة عوامل الجودة والتوقيت والتكلفة، ولذلك تعتبر أعمال الخصخصة مشاريع لها أهداف محددة ومخرجات مخططة مسبقًا، سواء كانت بيع أصول أم مشاركة من القطاع الخاص، مؤكدًا أن كلمة السر في نجاح “مشاريع الخصخصة”0 أن تُدار باعتبارها مشاريع يُطبق عليها جميع العميات التي تضمن تحقيق الأهداف المخطط لها في الوقت المحدد والتكلفة المعتمدة والجودة المطلوبة.

10 مشاكل تتعرض لها برامج الخصخصة بالمملكة

واستطرد الدكتور فيصل الشريف في الحديث عن المشاكل التي تواجه برامج الخصخصة، والتي تتمثل في سيطرة الإداريين والماليين وبالمقابل غياب دور مدراء المشاريع، فيما يتداخل الكثير من المتخصصين من ذوي النفوذ (ذوي المناصب العليا، الماليين، والإداريين، القانونيين، العلاقات العامة والإعلام)، وأيضًا التأخر في الإنجاز وطول مدة الإجراءات، إضافة إلى تعقيد عمليات الخصخصة، ومقاومة التغيير، وضرورة تأهيل المشاريع للخصخصة،وتحقيق المعرفة اللازمة، وتوفر القوى البشرية لإنجاح المشروع، وقوة إتخاذ القرار.

فهم خاطئ للخصخصة

وذكر “الشريف” أنه توجد مشكلة في فهم مشاريع الخصخصة خاصة فيما يخص المواطن، حيث يخشى المواطن من زيادة الأعباء عليه إذا ما تم خصخصة المرافق الحكومية كالتعليم والصحة، فهناك فرق بين البناءو التشغيل وحتمية بعض القرارات مثل مجانية التعليم وحق الحصول على تأمين حكومي بالعلاج في أي مكان، وبالعكس فالمواطن لديه الحق في الحصول على حقوقه الصحية على أكلم وجه في أي مكان سواء حكومي أو خاص.

وتابع “الشريف”: “إننا نرى امثلة كثيرة لنجاح الخصخصة والتي نجحت في تقليل تكاليف التشغيل والخدمات على المواطن مثل الاتصالات التي فتحت المنافسة أمام الشركات الخاصة وكل ذلك يصب في صالح المواطن”.


وضع موظفو القطاع العام

وأما بشأن الموظفين العاملين بالقطاع العام، ذكر الدكتور “الشريف” إن هناك شكل للتعاقدات لابد أن تتغير لكن في كل الأحوال الدولة تدرس وتقر أنظمة تتعلق بإعطاء الموظف الفرصة للتمكين والتدريب ونقله بطريقة سلسلة للقطاع الخاص دون الإضرار به.

وأشار”الشريف” إلى أن نقل خدمات الدولة للخصخصة بالكامل شيء غير طبيعي وليس له أساس من الصحة، فنسبة التغيير والنقل قد تصل لـ 20 % في حدها الأعلى، فالهاجس الذي يبدو لدى الموظفين والعاملين بالقطاع العام، عارٍ تمامًا عن الصحة مع حرص الحكومة على توفير بيئة آمنة للموظفين.

خصخصة المجال الرياضي

وبشأن الخصخصة في المجال الرياضي، قال الدكتور عبدالله الخرماني إن مشاريع الخصخصة بالمجال الرياضي وجدت مشاكل كثيرة بخلاف مجالات أخرى كالبريد والاتصالات وغيرها، وأشار الدكتور “الشريف” إن المجال الرياضي لديه العديد من المؤهلات الكبيرة التي تسمح له بالخصخصة، فهو من أكبر المجالات التي يمكن تخصيصها وننتظر خطوات موفقة لتحويله وتأهيله ليواكب خطط الخصخصة الشاملة.

كادر وطني لدعم إدارة المشاريع
من جهته، صرّح الدكتور عبدالله الخرماني أن شعبة إدارة المشاريع بالجمعة تعمل حاليًا لعقد اتفاقيات خاصة مع الجهات الحكومية لتأهيل كادر وطني يساهم في دفع عجلة تحقيق رؤية 2030 عبر مؤتمرات وأنشطة مكثفة، فيما أشار إلى أن الشعبة ستُعلن للإعلام التفاصيل كافة خلال أيام بمشيئة الله.


واختتمت الحلقة النقاشية بإجابة الدكتور فيصل الشريف حول حماية الأصول الخاصة بالدولة حال الخصخصة، فيما أشار إلى أن الأصول في العادة تكون مستهلكة والقطاع الخاص هو الذي يقوم بتطويرها، لكن في المجمل يتم وضع اشتراطات خاصة للحفاظ على الأصول وتنميتها بالشكل الذي يحافظ على موارد الدولة.


وشكر الدكتور فيصل الشريف الجمعية السعودية لعلوم العمران والحضور ومنظمي اللقاء فيما تقدم الدكتور عبدالله الخرماني بالشكر والتقدير للدكتور فيصل نيابة عن إدارة الجمعية وشعبة إدارة المشاريع.


Exit mobile version