الاستثمار في خدمات الأحياء الناشئة.. دراسة جدوى.. أم تقليد ومُحاكاة؟ (1)
ناصر التركي: المخاطر المالية تُحيط بالمشاريع الكمالية في الأحياء الناشئة
محمد الشريف: على المستثمر البحث عن العميل قبل البدء في المشروع
محمد الخشان : النجاح في الاستثمار يعتمد على نوعية المشاريع التي تخدم إنسان
استطلاع: سليمان الحسون
بدأت مدينة الرياض تأخذ ملامحها المستقبلية بالتمدد العمراني في الأحياء الناشئة والجديدة بعد اكتمال البنيات التحتية لها، وتبعاً لذلك نشطت حركة الاستثمار في هذه المناطق، وخاصة مشاريع الخدمات الكمالية والترفيهية والكافيهات، وفي ذات الوقت لاحظت “أملاك” قلة المحال التجارية ومقدمي الخدمات الأساسية التي يحتاجها سكان الحي.
أجرت الصحيفة استطلاعاً واسعاً حول أهمية تنوع الاستثمارات في هذه الأحياء وفق دراسة جدوى تلبي رغبات المواطن.
التركي: مغامرة غير محسوبة العواقب
أكد ناصر التركي، صاحب شركة التركي للاستثمارات العقارية، أن الزخم الكبير الذي ظل يصاحب المشاريع الكمالية والترفيهة في الإحياء الناشئة بالرياض؛ محاط بكثير من المخاطر المالية التي قد تكون غير محمودة العواقب جراء هذه المغامرة، وخاصة أن هذه الأحياء عدد السكان فيها قليل جداً.
ونوّه التركي إلى أن أغلب تلك المشاريع التي لا تؤدي خدمات أساسية لم تستند على دراسة جدوى، وحتى الدراسات التي تمت لبعض المشاريع، فإنها لم تكن موفقة؛ فقد أخطأوا في العمليات الحسابية.
وأبان التركي إلى أن سكان هذه الأحياء يحتاجون إلى خدمات التعليم والصحة والمنتزهات الحدائق، وكل مقومات الحياة، مشيراً إلى أن هنالك معاناة واضحة للحصول على هذه الخدمات، مما تسبب إهدار المال والوقت بالذهاب إلى الأحياء الأخرى.
الشريف: خطر تقليد المشاريع الناجحة
من جهته، أبان محمد الشريف، شركة المنصة الذكية، أن الكثيرين لا يستطيعون البقاء في السوق نسبةً لاعتقادهم تحقيق مكاسب وأرباح بسهولة وسرعة منذ بدءهم للمشروع، وهذه المفاهيم غير الصحيحة لم تأخذ في حسبانها لظروف وطبيعة المشروعات التجارية، ودعا المقبلين على الاستثمار لوضع خطة للظفر بالأهداف.
وأوضح الشريف أن أُولى خطوات الاستثمار الآمن البحث عن المشكلة والاحتياج في منطقة المشروع، مؤكداً أن المشاريع الجديدة المتخصصة في الخدمات الكمالية للأسف الشديد تتم بدون دراسات جدوى، هذا فضلاً عن الخبرات القليلة للعاملين وعدم احترافيتهم في المجال، وأشار إلى ظاهرة التقليد للمشاريع الناجحة واستنساخها، مُنبهاً إلى تلك المشاريع قد يكون توفرت لها عوامل الربح في بعض الأحياء والشوارع الرئيسية؛ لذلك غالباً لا تنجح في غيرها.
وأبان الشريف أن الأحياء الناشئة بحاجة إلى أساسيات تكون في مداخل الحي، وبعد نجاحها وازدهار المنطقة سكانياً ينظر في المشاريع الأخرى، وقدم الشريف نصيحته إلى كل من يريد الاستثمار أن يبدأ بالمخططات والتصميم ثم (البحث عن العميل قبل البدء في المشروع).
الخشان: نظرة مستقبلية للاستثمارات
أما محمد الخشان، مسوق عقاري، يرى أن النجاح في الاستثمار بالأحياء الناشئة يعتمد على نوعية المشاريع التي تخدم إنسان هذه الأحياء، وخاصة إذا كانت متكاملة، وغيرها من المشاريع التي تعمل على استقرار السكان وتزايدهم، خاصة المرافق الصحية والتعليمية، هذا فضلاً عن الأسواق الكبيرة والمولات التي يقصدها ويجدون فيها كل مستلزمات الأسرة تحت سقف واحد، مشيراً إلى أن تباعد الخدمات يرهق المواطن ويبعثر جهود وأموال المستثمرين.
وأبان الخشان أن المستثمر بطبيعة نشاطه يكون مُلماً بمقومات النجاح، ودائماً يرى بعين المستقبل التي لا تكترث كثيراً للربح السريع، بل يُريد أن يعزز علامته التجارية في الحي الجديد، هذا ما تفعله معظم الشركات الكبيرة.