قدر موقع “موردور إنتلجينس” في تقرير له، حجم سوق البناء السعودي بنحو 70.33 مليار دولار في عام 2024، متوقعا أن يصل إلى 91.36 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.37٪ خلال الفترة المتوقعة (2024-2029).
وقال التقرير إن سوق البناء السعودي سيستمر في النمو بسبب زيادة استثمارات الشراكة الحكومية والخاصة. بالإضافة إلى ذلك، اكتسب مشروعات تطوير مكة المكرمة والمدينة والمدينة المنورة زخمًا كجزء من رؤية المملكة 2030، مع إنفاق مبالغ كبيرة لتوسيع المسجد الحرام في مكة.
وبحسب التقرير، يؤدي قطاع البناء دورًا حاسمًا، حيث تحتل المملكة طليعة بناء المدن الكبرى، بأكثر من 5200 مشروع بقيمة تقديرية تبلغ 819 مليار دولار أمريكي.
مبادرات طموحة تغير مشهد البناء في المملكة
وأكد أن المبادرات الطموحة تحول مشهد البناء في المملكة بشكل ديناميكي، مثل مبادرة مدينة نيوم الذكية التي أطلقت في عام 2020 بالقرب من الرياض، هو أحد أهم المشاريع. ويقال إن الحياة الحضرية والاستدامة ستتم إعادة تعريفها من خلال المدينة الخطية الرائدة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار.
ويهدف هذا التطوير، الذي يغطي ما مجموعه 170 كيلومترًا، إلى إعطاء الأولوية للطبيعة ورفاهية الإنسان والالتزام بالطاقة المتجددة وأنظمة النقل المتقدمة في المستقبل.
كما تم منح عقد بقيمة 1.5 مليار دولار لبناء خط سكة حديد عالي السرعة في منطقة نيوم إلى مشروع مشترك بين شركة Webild الإيطالية وشركة Sajco السعودية. كذلك سيتم ربط الخط بأوكساجون، المركز الصناعي لنيوم، بواسطة قطار موصل عالي السرعة بطول 57 كيلومترًا. وسيتم تقسيم اتفاقية المشروع المشترك لخط السكك الحديدية بنسبة 70/30 بين WeBuild.
وأشار التقرير إلى أن الحلول الآلية باتت أكثر شيوعًا للمقاولين في البلاد، حيث أصبح استخدام الروبوتات في البناء والطائرات بدون طيار، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، أكثر شيوعًا، مما يخفض التكاليف ويوفر الوقت ويضمن احترام معايير السلامة.
وفق تقرير “موردور إنتلجينس” تؤكد الاستراتيجية الصناعية الوطنية السعودية على تحقيق الريادة العالمية في التصنيع والتطوير باستخدام التكنولوجيا العالية، والتي تم إطلاقها كجزء من رؤية 2030. ويشمل ذلك مجموعة من التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي من المحتمل أن تغير صناعة البناء في المملكة وأجزاء أخرى من اقتصادها.
كما تعمل المملكة على تشكيل مستقبلها من خلال قطاع البناء والمشاريع التحويلية مثل نيوم لتنويع المشهد الاقتصادي. يؤدي هذا النوع من المشاريع دورًا رئيسيًا في دفعها إلى الساحة العالمية، ولا يوجد تباطؤ في خط أنابيب مشاريع البناء الطموحة.
زيادة البناء التجاري تهيمن على السوق
وقال التقرير إن قطاع البناء في المملكة العربية السعودية يضم مشاريع بقيمة 8 تريليون ريال سعودي (2.1 تريليون دولار أمريكي) خلال السنوات الثماني المقبلة. مع أكثر من 1.25 تريليون دولار في مشاريع البنية التحتية والعقارات الجارية، من المتوقع أن تكون المملكة واحدة من أهم مراكز البناء في العالم. وأشار تقرير مشاريع جيجا السعودية إلى أن القيمة الإجمالية لمشاريع البنية التحتية والعقارات المكتملة وصلت إلى 250 مليار دولار .
تتوفر محفظة تطوير فنادق تزيد قيمتها عن 110 مليار دولار في المملكة . ونتيجة لذلك، بحلول عام 2030، سيكون هناك ما يقرب من 310.000 غرفة فندقية، منها 42.033 غرفة قيد الإنشاء حاليًا. تحتل المملكة المرتبة الثالثة في السوق العالمية لبناء الفنادق. وتمثل العقارات من الدرجة الأولى ذات الأربع نجوم 77 مشروعًا و30229 غرفة – 46٪ من الإجمالي، مع النسبة المتبقية البالغة 54٪ في قطاع الفخامة من فئة الخمس نجوم، أي ما يعادل 90 مبنى تضم 33524 مفتاحًا.
كما أنه لوحظ ارتفاع غير مسبوق في الطلب في قطاع المكاتب، حيث ارتفعت معدلات الإشغال إلى 97٪ لمكاتب الدرجة الأولى في المراكز التجارية مثل الرياض. وفي المملكة ، يشهد قطاع المكاتب في مدنها الرئيسية الثلاث، الرياض وجدة والدمام، زيادة مطردة في الطلب. النجم الحقيقي للسوق هو الرياض، مركز الأعمال مع طلب غير مسبوق وإشغال في مساحات المكاتب من الدرجة الأولى والب بنسبة 97٪ و85٪ على التوالي.