تسع سنوات مضت منذ أن أطلقت المملكة العربية السعودية رؤيتها الطموحة 2030، لتبدأ معها رحلة تحول شاملة أعادت رسم ملامح الحاضر، وفتحت نوافذ مشرعة نحو مستقبل واعد. في ظل قيادة ملهمة وتخطيط استراتيجي متقن، لم تكن الرؤية مجرد أحلام معلقة، بل تحولت إلى إنجازات ملموسة تشهد بها الأرقام والمؤشرات، وتؤكد أن السعودية تسير بخطى واثقة نحو بناء مجتمع نابض بالحياة، واقتصاد منافس عالميًا، ووطن يتصدر المشهد إقليميًا ودوليًا.
النص المعاد صياغته بالكامل:
تواصل المملكة العربية السعودية رسم ملامح مستقبلها الطموح من خلال رؤية المملكة 2030، مستندة إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – الذي شدد منذ البداية على أن “قصص النجاح تبدأ دائمًا برؤية، وأن أنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة”.
ومنذ انطلاقتها في 2016، شكّلت الرؤية خارطة طريق واضحة للتحول، ترتكز على ثلاث دعائم أساسية: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح. واليوم، وبعد تسع سنوات من العمل الدؤوب، يعكس التقرير السنوي لعام 2024 حجم ما تحقق من نجاحات استثنائية ومؤشرات أداء واعدة.
تحول نوعي وإنجازات متلاحقة
بفضل الثروات البشرية والطبيعية، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، وقوة المملكة الاقتصادية، تحقق تقدم ملموس في كافة مسارات الرؤية، مدعومًا ببرامج تحقيق الرؤية والاستراتيجيات الوطنية المتكاملة. فالرؤية نُفذت على ثلاث مراحل؛ ابتدأت بإصلاحات هيكلية شاملة، وتلتها مرحلة تسريع الإنجاز، لتصل اليوم إلى مرحلة تعظيم الفائدة واستدامة التحول.
التقرير السنوي لرؤية 2030 لعام 2024 يسلط الضوء على هذه الإنجازات، إذ يُظهر أن 85% من المبادرات إما اكتملت أو تسير في الاتجاه الصحيح، من أصل 1502 مبادرة نشطة، فيما تجاوزت 93% من مؤشرات الأداء المرحلية مستهدفاتها أو قاربت تحقيقها.
نجاحات مبكرة تتجاوز التوقعات
حققت المملكة عددًا من مستهدفات عام 2030 قبل أوانها، منها:
تجاوز عدد السياح 100 مليون زائر.
تسجيل 8 مواقع ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ارتفاع عدد المتطوعين إلى 1.2 مليون متطوع.
وصول نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 33.5% (مقابل مستهدف 30%).
كما انخفض معدل البطالة إلى 7%، وهو مستهدف الرؤية الأساسي، وقفزت المملكة 32 مرتبة في مؤشر المشاركة الإلكترونية، و30 مرتبة في مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية، لتصل إلى المرتبتين السابعة والسادسة عالميًا على التوالي.
نهضة في الاقتصاد والمجتمع والبنية التحتية
في محور “اقتصاد مزدهر”، تضاعف حجم أصول صندوق الاستثمارات العامة إلى 3.53 تريليون ريال، وارتفعت مساهمة القطاع الخاص إلى 47% من الناتج المحلي، وتجاوزت نسبة توطين الصناعات العسكرية 19%.
أما على صعيد “مجتمع حيوي”، فقد بلغت نسبة تملك الأسر السعودية للمساكن 65.4%، وارتفع متوسط العمر إلى 78.8 عامًا، بينما شملت خدمات الرعاية الصحية 96.4% من التجمعات السكانية.
وفي التعليم، صُنّفت 4 جامعات سعودية ضمن أفضل 500 جامعة عالميًا، وجاءت جامعة الملك سعود في المركز 90، لتصبح أول جامعة سعودية ضمن قائمة أفضل 100 جامعة حول العالم.
تحقيق وطن طموح ومجتمع ممكن
في إطار بناء “وطن طموح”، ارتفعت نسبة الشركات التي تطبق برامج المسؤولية الاجتماعية إلى أكثر من 71%، كما بلغ إسهام القطاع غير الربحي في الناتج المحلي 1%، مع استهداف الوصول إلى 5% بحلول 2030.
وساهم صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” في تمكين أكثر من 437 ألف مواطن ومواطنة من دخول سوق العمل خلال عام 2024، ليرتفع عدد العاملين في القطاع الخاص إلى 2.4 مليون مواطن.
كما بلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا 43.8%، بينما ارتفعت نسبة مشاركتهن في سوق العمل إلى 36%، مقارنة بـ17% فقط في عام 2017.
منجزات رقمية وصحية وبيئية لافتة
سجلت المملكة إنجازات غير مسبوقة في التحول الرقمي، حيث احتلت المركز الأول عالميًا في مؤشر مستخدمي الإنترنت، والثاني في مؤشر التحول الرقمي للشركات، والمركز الثاني في استخدام التقنية.
وفي القطاع الصحي، سُجل مستشفى صحة الافتراضي كأكبر مستشفى من نوعه في موسوعة غينيس، وأُدرجت 7 مستشفيات سعودية ضمن أفضل 250 على مستوى العالم. كما حصل مستشفى الملك فيصل التخصصي على المركز الأول عالميًا في استخدام التقنية الطبية.
وفي البيئة، تم اعتماد 16 مدينة سعودية كمدن صحية، وهي الأعلى في المنطقة، وبلغت جاهزية المناطق الصحية لمواجهة المخاطر 92%.
منجزات رياضية وخدماتية وتعليمية بارزة
سجلت المملكة تقدمًا ملحوظًا في مؤشرات الرياضة، حيث ارتفع عدد الأندية الرياضية إلى 128 ناديًا، وعدد الاتحادات إلى 97 اتحادًا، وبلغت نسبة السعوديات الممارسات للرياضة أسبوعيًا 46%.
كما فاز الطلبة السعوديون بـ114 جائزة وميدالية في أكبر المسابقات العلمية العالمية، وحققت المملكة قفزة لافتة في مؤشر الأداء اللوجستي للبنك الدولي لتصل إلى المرتبة 38، فيما صُنّف مطار الملك خالد الدولي كأفضل مطار عالميًا في الالتزام.
كل هذه الإنجازات تعكس التزامًا جادًا، وإرادة سياسية قوية لتحقيق تحول تاريخي غير مسبوق. ومع استعداد المملكة لمرحلة جديدة من الرؤية، تبدو الآفاق مشرقة، والمستقبل واعدًا، والمملكة أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق أهداف رؤيتها الشاملة، ليس فقط بحلول 2030، بل قبل ذلك بكثير.
للاطلاع على التقرير كاملا.. انقر هنا