الأمل وجلوورك .. صالح بن فرحان الحريري

لم يتبقَ لأمل سوى الأمل فطالما كانت الإنسانة الطموحة المجتهدة التي عرُفت بحماسها واستعدادها لقبول مواجهة التحديات ومقابلة المجتمع بقوة عزيمتها وفكرها الرائد فكانت متميزة في دراستها ومبادراتها في تقديم الأبحاث والمعلومات المفيدة للجامعة ثم تخرجت بتفوق وتقلدت شهادة النجاح وأعلنت أولى محطات الوصول واستعدت للمحطة التالية.

فأمل كبير زرعته بقلبها وكبر طموحها وارتقبت مباشرة العمل بإحدى القطاعات الكبيرة ثم مضت عدة أشهر ولم تعمل وتسلل بعض المثبطين الى قلبها وبدأوا بنزع الأمل بفقدانها للعمل ولكن الصبر والاصرار من صفات الأقوياء وبدت إيجابية واستجمعت قواها فذهبت تبحث عن فرصتها ولكن الأبواب غالبا ما كانت موصدة ولم تكن تدري بأنه في ذلك الوقت شهِد المجتمع ولادة جلوورك وكانت هي الخطوة الأولى بمسيرة نجاح فاقت مخيلة القادة واجتاحت عصفهم الذهني فكانت بوابة الأمل لأمل وأُخريات أطبق عليهن المجتمع بأكمله فأصبحن عددا بلا قيمة وحروف بلا نقاط!

حازت جلوورك الشركة الوطنية المتخصصة بتوظيف النساء على العديد من الشهادات والدروع التكريمية وحظيت بتواجد محلي وإقليمي ودولي، وعندما أطلع على أعداد الباحثات عن العمل وتقديمهم للسوق بشكل منظم واحترافي أقول لماذا لم يكن لدينا جلوورك منذ زمن، فالفكرة تحولت لواقع ثم بنت العديد من محطات النجاح لكثير من شابات الوطن.

اذا فقدنا العمل فلا نفقد الأمل وهذا نبعُ إيجابيتنا الخالدة فإيماننا بالذات أساسه التوفيق من الله ثم الجهد الذي نبذله والتجربة برهان للنجاح وخبرتنا هي جسر يستخدمه الآخرون للوصول، فجيل قادم وجيل ذاهب واستراتيجية التحول والنقل بينهما يقودها الفكر الشاب الريادي.

كاتب / مستشار تنمية بشرية

Exit mobile version