في كلمته الافتتاحية خلال فعاليات معرض سيتي سكيب العالمي 2025، أكد معالي وزير البلديات والإسكان، الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل، أن المعرض يمثل منصة وطنية وعالمية حيوية، تجسد روح رؤية المملكة 2030 وتضع الإنسان في قلب التخطيط الحضري.
وأشار الحقيل إلى أن القطاع العقاري السعودي أصبح أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد الوطني ورافدًا مهمًا للتنمية المستدامة، حيث أسهمت أنشطة العقار والتشييد والبناء في تعزيز الاقتصاد، مُشكلة 13.8% من الناتج المحلي حتى الربع الثاني من عام 2025.
وأضاف أن المملكة في ظل هذه العوامل تواصل تحقيق تقدم ملموس في هذا القطاع، مؤكدًا أن المدن الرئيسة بحاجة إلى 1.5 مليون وحدة سكنية بحلول عام 2030، مع تزايد الطلب بشكل خاص في العاصمة الرياض، التي تستحوذ على 46% من الطلب الإجمالي.
كما لفت إلى أن الرياض تُعتبر من أبرز المناطق التي تشهد توسعًا ملحوظًا، حيث تشمل خطط التوسع في المدينة نحو 731 ألف وحدة سكنية حتى عام 2030.
وفي سياق تطور السوق العقاري السعودي، أوضح الحقيل أن المملكة أصبحت واحدة من أكبر أسواق التطوير العمراني عالميًا، مما جعلها وجهة جاذبة للمطورين العقاريين الدوليين. كما توقع أن تشهد الأيام الأولى من المعرض توقيع اتفاقيات وصفقات عقارية ضخمة تجاوزت قيمتها 161.2 مليار ريال.
وتطرق الحقيل أيضًا إلى بعض المؤشرات الاقتصادية الإيجابية في القطاع العقاري، حيث أكد أن حجم القروض العقارية للأفراد والشركات بلغ 961 مليار ريال حتى الربع الثاني من 2025. كما أوضح أن نسبة تملك السعوديين للمساكن تجاوزت 65% حتى نهاية عام 2024، بينما شهدت تدفقات الاستثمار الأجنبي في العقار والتشييد زيادة ملحوظة بنسبة 15.27% من إجمالي التدفقات في عام 2024.
وأشار معاليه إلى التحديثات القانونية والاقتصادية التي تدعم النمو المستدام في السوق العقاري، من أبرزها تعديل نظام تملك الأجانب الذي يعزز الثقة ويفتح الباب لاستثمارات نوعية، بالإضافة إلى إطلاق ثلاثة مؤشرات تنظيمية جديدة لمراقبة السوق وهي: التضخم السعري، معدل الإيجار للدخل، ونسبة الشواغر. كما أكد أن قراءات السوق في المدن الكبرى مثل جدة والدمام ومكة لا تستدعي اتخاذ إجراءات جديدة بشأن رسوم الأراضي أو ضوابط الإيجارات في المدى القصير والمتوسط.
وتحدث الحقيل عن التحول الرقمي الكبير الذي يشهده القطاع العقاري في المملكة، حيث يتم التركيز على استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، البناء الحديث، والواقع المعزز. وأعلن عن إطلاق أول معايير ترميز عالميًا لتحويل الملكيات العقارية إلى رموز رقمية، وهو خطوة هامة في تسهيل التداول العقاري وتحقيق الشفافية.
كما كشف عن إنجازات أخرى في هذا المجال، مثل إتمام أول عملية ترميز لصك ملكية وتداوله بين “الشركة الوطنية للإسكان” (NHC) ومستثمرين تحت إشراف الهيئة العامة للعقار، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستزيد من سيولة السوق وتوسع قاعدة المستثمرين. وأوضح أن المملكة تُعد من أوائل الدول التي تُقنّن أنظمة القطاع العقاري ضمن معيار رقمي لتحويل الملكيات إلى أصول مُرمّزة، مما يسهم في ربط الملكيات العقارية بالسجلات الرسمية بشكل مشفر.
وفي الختام، أشار الحقيل إلى أن “سيتي سكيب” أصبح اليوم بمثابة موسم العقار في المملكة والمنطقة، وهو منصة تجمع المطورين والمستثمرين وتسهم في تطوير المشهد العمراني في المملكة. كما أكد أن المملكة تُواصل بناء مستقبل عمراني يعتمد على الابتكار والكفاءة والاستدامة، في إطار من التحول الرقمي الذي سيعزز مكانتها كقائدة في قطاع العقار عالميًا.