موسم الرياض.. ترفيه.. ثقافة.. اقتصاد
عبدالعزيز العيسى
لم يعد موسم الرياض مجرد حدث ترفيهي عابر، بل تحوّل إلى قاطرة اقتصادية ضخمة وبوصلة فاعلة في مسيرة تنويع الاقتصاد السعودي، متجاوزاً أهدافه الترفيهية ليصبح منصة متكاملة للفرص الاستثمارية ودعم الناتج المحلي الإجمالي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
يُعد الموسم نموذجاً حياً لتعزيز الحراك الاجتماعي والثقافي والرياضي والاقتصادي، فقد نجحت النسخ الماضية في استقطاب حشود هائلة من الزوار؛ وفي نسخته الأخيرة، استقبل الموسم أكثر من 20 مليون زائر من 135 دولة، وسجلت العلامة التجارية له قيمة سوقية تجاوزت 3.2 مليار دولار في عامين. هذه الأرقام الضخمة تدل على نجاح المملكة في تفعيل السياحة الداخلية وزيادة الإنفاق السياحي بشكل ملحوظ، مما يعرّف بمقوماتها ومواردها المتنوعة عالمياً.
يتجلى الأثر الاقتصادي للموسم بوضوح في القطاع العقاري، حيث أدى تدفق الزوار إلى زيادة كبيرة في وتيرة الإيجارات قصيرة المدى، وشهدت الفنادق والشقق المفروشة ارتفاعاً في نسب الإشغال، التي وصلت في إحدى الفترات إلى 19% زيادة في حجوزات الفنادق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الموسم الأخير. هذا الارتفاع يحقق عوائد مجدية لأصحاب العقارات ويعزز التنافسية بين الملاك وشركات التشغيل بترقية الخدمات وتبني أساليب حجز متطورة ومبكرة، مما يثري تجربة المستخدم.
ويجدر بنا أن نصف محفل موسم الرياض بأنه خلية اقتصادية كثيفة النشاط، إذ يساهم الموسم في توفير ما يزيد عن 25 ألف وظيفة مباشرة وما يربو عن 100 ألف وظيفة غير مباشرة، كما يُوفر فرصاً استثمارية موسمية ومستدامة. هذا فضلًا عن مشاركة نحو 2100 شركة وطنية في تنفيذ فعاليات الموسم الأخيرة، وتشكل حوالي 95% من الشركات المنفذة، مما يؤكد دوره في دعم المحتوى المحلي والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
إن موسم الرياض ليس للترويح عن النفس فقط، بل هو برنامج متكامل تُبرم من خلاله الصفقات وتظهر الفرص الاستثمارية، مؤكداً المكانة الرائدة للمملكة في صناعة الترفيه الإقليمية والعالمية. ويحدو الجميع تفاؤل كبير بنمو هذه الأرقام والإحصائيات في الموسم الحالي.