استطلاع أملاك .. رجال أعمال وعقاريون: دخول شركات عالمية يشعل التنافس في مجال البناء والتشييد

ردود فعل متباينة حول دخول الشركات العالمية والأجنبية في مجال التطوير العقاري والمقاولات السعودية بعقودات واتفاقيات مع وزارة الإسكان بغرض تشييد وبناء أكثر من 180 ألف وحدة سكنية بالرياض وبقية المناطق وترشح التوقعات أن الشراكة مع القطاع الخاص الأجنبي سيزداد تفعيلها بعدد من الاتفاقيات المقبلة وذلك للخبرات الكبيرة التي تتمتع بها تلك الشركات في مجال البناء السريع حتى تصل الوزارة لتنفيذ إستراتيجيتها في بناء 1.5 وحدة سكنية خلال 5 سنوات.

صحيفة «أملاك» كعادتها استبقت الأحداث وأجرت استطلاعاً لا تنقصه الصراحة حول الموضوع بطرح السؤال التالي:كيف سيؤثر دخول شركات التطوير العقاري العالمية بشراكتها مع وزارة الإسكان في السوق المحلي؟

الشركات العالمية تخلق تنافسا

محمد النخيش: دخول شركات عالمية تخلق  تنافسا قويا وتحرك سوق مواد البناء

في البداية اعتبر محمد عائض النخيش رئيس مجلس إدارة شركة النخيش العقارية  أن دخول عدد من الشركات العالمية   في مجال التطوير العقاري والمقاولات للسوق السعودي بعقودات واتفاقيات مع وزارة الإسكان من شأنه أن يخلق تنافسا بين القطاعين العام والخاص ويؤدي إلى تنافس أقوى بين الشركات الوطنية والأجنبية، كما من شأنه أن يتيح فرصا كبيرة للشركات الوطنية للاستفادة من خبرات وتقنيات الشركات العالمية لما لها من نشاطات متعددة وعمل احترافي.

وأكد النخيش أن هناك فوائد أخرى لفتح المجال أمام الشركات العالمية والأجنبية لتنفيذ وحدات سكنية بالمملكة أبرزها إتاحة الفرصة للكوادر السعودية للعمل في هذه  الشركات وإشعال روح التنافس ، بالإضافة أيضا إلى تحريك قطاع مواد البناء ، فضلا عن أمكانية اطلاع  شركات التطوير العقاري الوطنية على أحدث أنواع التقنيات التي تستخدمها هذه الشركات في أعمالها ونحن في أشد الحاجة لمثل هذه الخبرات وشبابنا أيضا في حاجة ماسة لذلك.

ازدهار سوق مواد البناء السعودي

بدوره أكد يزيد بن عبد العزيز الدغيثر مدير عام جهات المدينة لإدارة العقارات أن نشاط المقاولات تأثر بشكل كبير بتوقف الكثير من المشاريع الحكومية، مشيراً إلى أن القطاع الخاص يبحث عن أقل الأسعار على حساب الجودة؛ لذا المقاول الذي يتمتع بجودة عالية لا شك تكاليفه ستكون مرتفعة لوجود فريق مشرف من مهندسين وفنيين وتكاليف إدارية أخرى  وسوف تنحصر تلك الشركات وتبقى الشركات أو المؤسسات الصغيرة ذات الجودة المنخفضة. وألمح الدغيثر أن الشركات العالمية ستحضر عمالتها معها خاصة الفنيين والمهندسين، متوقعاً أن تكون هناك عقود محدودة من الباطن وبأسعار مجدية.

ومن زاوية أخرى أبان الدغيثر أن المستفيد الأكبر من تلك الشراكات أصحاب الشركات ومصانع مصنعو مواد البناء في السوق السعودي.

السوق كبير يستوعب الجميع

يوسف مروان: السوق العقاري السعودي يسع الجميع والشركات الضعيفة ستخرج من السوق

كما أوضح يوسف مروان رئيس شركة يوسف مروان للمقاولات أن دخول شركات عالمية سيضيف  خبرات للسوق على الرغم من وجود شركات مقاولات محلية لديها خبرة واطلاع وأعمال سابقة مع شركات تطوير عالمية ولا أعتقد أن يكون وجود الشركات الأجنبية له تأثير سلبي على الشركات الصغرى ولن يخرج من السوق إلّا الشركات الضعيفة التي لا تستطيع التكيف مع الوضع الراهن.

ويرى مروان أن حجم السوق كبير جداً ويستوعب الكثير من أنشطة المقاولات وقال: اعتقد أن دخول شركات عالمية  ضخمة  لتنفيذ مشاريع كبيرة ستحتاج حتماً للمقاول المحلي الذي ستتاح له الفرصة بالعمل تحت إشراف وإدارة المقاول الأجنبي ونوّه مروان بأن السوق سيشهد حركة إيجابية من خلال العقود من الباطن التي تساهم في دعم وتشغيل المقاولين الصغار.

البقاء للأقوى

عبدالله الدليقان: أن الأمر بكامله يحتاج لتنسيق دقيق من الجهات الحكومية ذات الاختصاص

ومن جهته عرّج عبدالله الدليقان المدير العام للقارة السابعة للمقاولات  في منحى آخر إذ يرى أن وزارة الإسكان بخطوتها هذه تحقق عدة أهداف تأتي في مقدمتها التسريع في بناء الوحدات السكنية متوالية هندسية تزيح عنها الاتهامات بعدم الإنجاز وأن حجم الدعم والصلاحيات التي حازت عليها لا يتناسب مع منجزاتها, وفي ذات الوقت سوف تتأثر الشركات المحلية بنقص المشاريع الموكلة الى الشركات الاجنبية وخاصة مع المشكلة الاقتصادية ونقص المشاريع في القطاعين الحكومي والخاص ويضيف أن الأمر بكامله يحتاج لتنسيق دقيق من الجهات الحكومية ذات الاختصاص لدخول شركات مقاولات وتطوير محلية من نفس المنطقة لتتعاون وفق تفاهمات وعقود داخلية مع الشركات الأجنبية حتى تساهم في توطين صناعة البناء وإنعاش سوق العقار والمقاولات من جديد، فضلاً على شيوع أنماط جديدة من البناء, وتوظيف عدد كبير من الشباب السعودي.

فوائد ومزايا وتنافس

خالد الصعب: دخول شركات عالمية  يعطينا خبرات متعددة وأفكارا خلاقة

وفي سياق آخر  قال  مدير شركة أسوار المتحدة  خالد الصعب  إننا اليوم في عصر الانفتاح العالمي ولا مجال لنغلق على أنفسنا أبوابنا وخيرا فعلت وزارة الإسكان لقيامها بخطوة موفقة في استعانتها بشركات عالمية لتنقل لنا خبراتها بمجال البناء والتشييد، الذي يعد مجالا رحبا وواسعا ويسع الجميع.

وتناول الصعب الفوائد والمزايا التي يجنيها القطاع العقاري وقطاع البناء والتشييد باستجلاب الشركات الأجنبية ، أبرزها فتح الباب على مصراعيه، لنيل شركاتنا الوطنية مزيدا من الخبرات لأن هذه الشركات الأجنبية بلا شك لها إرث تاريخي وتكنولوجيا متقدمة في مجال  البناء والتشييد، الأمر الذي يجعلنا متفائلين على انطلاق خطوات جادة لحل أزمة الإسكان، ومن المزايا والفوائد تحفيز القطاع الخاص لبذل مزيد من الجهد لمنافسة الشركات العالمية، بالإضافة إلى أن التنوع في الخبرات محليا ودوليا سيخلق مزيدا من  التلاقح والتلاقي في الأفكار وهذا بدوره يبعث لنا أفكارا خلاقة، في مجال البناء والتشييد، وبمواصفات عالمية.

Exit mobile version