أبدى عدد كبير من العارضين بمعرض البناء السعودي الذي اختتمت أعماله, مؤخراً, بمركز المعارض والمؤتمرات بالرياض عن ارتياحهم للإقبال الكبير على المنتجات التي توفرها المنصات المشاركة, وأكد المشاركون في جولة قامت بها صحيفة أملاك العقارية أن المعرض حقق الأهداف المرجوة منه بحسن التنسيق والتنظيم وجلب أكثر من 500 علامة تجارية محلياً وعالمياً, وأشار المتحدثون لتفاؤلهم بالطفرة التنموية القادمة التي رسمتها المملكة ضمن خطط التحول الوطني 2020 والرؤية 2030 التي ستفرز مشاريع ضخمة لتعزز الطلب في قطاع البناء والتشييد.
القبلان: المستقبل للطاقة الشمسية والمياه والكهرباء
بدايةً تحدث إبراهيم سليمان القبلان المالك والمدير العام لشركة مصنع القبلان للأنابيب الحرارية واصفاً أن المعرض من أكبر المعارض حضوراً من قبل الشركات والمقاولين والمواطنين, وخاصة أن الوقت بات مناسباً للبناء وذلك لانخفاض مواد البناء, ووصف القبلان الطلب بأنه جيد ولم يتأثر بحركة وسفر الكثير من المقيمين, وحافظ على حيويته لوجود مشاريع تنموية كبيرة تنتظم البلاد.
وأضاف القبلان أن مشاريع وزارة الإسكان تؤثر على الطلب وتنامي السوق, مشيراً لضرورة تكثيف جهودها لمواكبة حاجة المواطن المستمرة للسكن, ودعا القطاع الخاص للاستمرار في المزيد من التعاون والشراكة بفاعلية مع الوزارة حتى يكون سنداً لها في أداء رسالتها.
وعن مستقبل السوق في 2018 قال إبراهيم القبلان إن المستقبل القريب سيشهد حركة دؤوبة في السوق مصحوباً بانخفاض الأسعار ورغبة المواطنين وشركات التطوير في البناء, ودعا منظمي المعارض للتركيز في المعارض القادمة على الطاقة الشمسية وحلول المياه والكهرباء حتى نواكب طموحات وأهداف رؤية 2030 التي تهدف للترشيد والابتكار.
م. العقيل: تضمين العطلات لأيام العرض
ومن جانبه أوضح المهندس محمد أحمد العقيل الرئيس التنفيذي لشركة مصنع المنى للمنتجات البلاستيكية أن المنافسة في السوق السعودي كبيرة ولا تتأثر كثيراً بالمتغيرات الاقتصادية, ونحن بحمد الله وتوفيقه نعمل باستمرار على تطوير منتجاتنا التي تتميز بأنها صناعية وطنية خالصة ومواد خام سعودية, وأشار المهندس العقيل إلى كثرة الطلب الذي نشاهده في السوق وما لمسناه من خلال تواجدنا في المعرض, حيث وجدنا أن هنالك فرصاً ممتازة للبيع والعقودات من خلال الأعداد الكبيرة من الشركات والأفراد التي زارت المعرض.
ولفت العقيل إلى أن التوجه الحالي للبناء سينعكس إيجاباً في انتعاش السوق وخاصة أن رؤية 2030 تحمل في مضامينها بنيات تحتية ضخمة كلها تقوم على أساس البناء ومقوماته وخاصة من جانب وزارة الإسكان التي بدأت في العمل فعلياً في تشييد المباني والمجمعات بالشراكة مع شركات القطاع الخاص, وفي ختام حديثه طالب العقيل الشركات المنظمة للمعارض بأن تكثف من رسالتها الإعلامية والدعائية لتسويق فعالياتها حتى تستقطب جميع المهتمين في هذا القطاع أبدى رغبته في تعديل أيام العرض لتشمل أيام العطلات الرسمية حتى يكون الإقبال كبيراً.
الربيعة: 2018 سيعزز من إيجابية السوق
وفي ذات الموضوع أكد عبداللطيف خالد الربيعة المدير العام لشركة كابارول للدهانات أن هذا الإقبال بهذه الكثافة والاهتمام لم يكن متوقعاً, مما يدل على حرص المواطن على البحث والتنقيب عن الأفضل, وأوضح الربيعة أن الوضع الحالي في السوق يشهد تقدماً ملحوظاً؛ مبيناً أن هنالك فـرق كبيــر بي
( 2016 – 2017) وسيشهد العام المقبل 2018 المزيد من الإيجابية في السوق على مستوى المبيعات, وخاصة أن هنالك توجهات حكومية متمثلة في وزارات ( التعليم والصحة والإسكان) لتنفيذ مشاريع عديدة من شأنها تعزيز الطلب على كل متعلقات البناء والتشييد.
وأشاد الربيعة بحسن تنظيم المعرض والتسويق الجيد له ومتابعة الشركات وتقديم الدعم لهم مما انعكس إيجاباً على الشركات العارضة التي اكتظت أجنحتها بالزوار وخاصة نحن في وسط الأسبوع ولو كان العرض شمل أيام الجمعة والسبت لكان عدد الزوار والمهتمين أكثر, مشيراً لمشاركة العناصر النسائية في صنع القرار عبر مشاركتها وخبرتها داخل صالات العارض حيث تواجدت بفعالية ( عارضة ومشاركة).
الرشودي: الشركات الأجنبية ستحفز المواكبة
ومن جهته, أبدى عبدالله الرشودي مساعد مدير التطوير بشركة القصبي للمقاولات إيجابية المشاركة في المعارض موضحاً أنها تمنح المستثمر ثقافة أكثر عن عالم البناء والتقنيات الجديدة الابتكارات التي تعرضها الشركات الكبرى وخاصة الأجنبية منها التي ستحفز المواكبة, وأشار الرشودي لقوة المنافسة في قطاع البناء حيث تحرص الشركات لتقديم أفضل ما لديها لتحافظ على ثقة عملاءها, مبيناً أن المنافسة تخلق المزيد من الجودة في تقديم كافة الخدمات.
وأبان الرشودي أن الوضع الحالي في السوق به يعاني من الانخفاض, مستدركاً وعلى الرغم من ذلك فهو جيد ويلبي طموح المستهلك والمستثمر, وهذا التأثير قد تكون الأنظمة الجديدة قد أدت إلى انخفاض الطلب بعض الشيء, وعن مشاريع وزارة الإسكان توقع الرشودي كلما زادت الوزارة في ضخ وحداتها السكنية سيكون له تأثيره على الطلب.
حاكمي: خيارات التمويل تحتاج لدراسة
أما عبد الله حاكمي مدير قطاع التجزئة بشركة بيت الإباء ابتدر حديثة بقوله «الآن وضع السوق يعيش الهدوء الذي يسبق العاصفة» مبدياً تفاؤله وثقته بالسوق, وخاصة أن رؤية 2030 تحمل في خططها مشاريع إستراتيجية سوف تعمل حراكاً كبيراً يستفيد منه السوق.
وأوضح حاكمي أن التمويل لازال يقف عقبة في بناء وتشييد المنازل, داعياً الجهات المختصة لدراسة خياراته, ملمحاً أن مشاريع الوزارة السكنية لم تأخذ الوقت الكافي حتى تؤثر على السوق, وثمن دور المشاركات الأجنبية في رفع مستوى الجودة في العقار والبناء, وأبدى حاكمي سروره بالحضور القوي للزوار وأشار في ختام حديثه إلى أن سوق البناء والتشييد قوي والمعرض ليس بالضرورة يعكس قوة السوق.
رمضان: المعارض لا تعكس قوة السوق
وفي ذات الاتجاه أثنى وليد رمضان مدير المنتج بشركة سافيتو على تنظيم المعرض من خلال الإعداد المبكر وتكثيف الإعلام والتسويق وانعكس ذلك إيجاباً في أعداد الزائرين والمهتمين, مشيراً إلى أن هنالك تفاؤل عام بتحسن أوضاع السوق, مما يعد مؤشراً لانتعاش القطاع, وأمّن رمضان على وجود شركات عالمية يكسب المعرض قوة وبعد آخر بالتعاون ونقل الخبرات وفتح أسواق جديدة, هذا فضلاً عن المنافسة التي تعزز الجودة في المنتجات, وأبان أن المعارض تحاول تقريب الصورة للطلب, ولكن قوة السوق أكبر من هذه المعارض, وخاصة أن هنالك شركات كثيرة لم تشارك لها وجودها ووزنها على خارطة المشاريع الكبيرة.