دائماً ما تجيء المناسبات لتجعلنا نربط الأشياء ببعضها البعض، وها هو معرض ريستاتكس العقاري في الرياض يعود في دورةٍ جديدةٍ ليقول لنا مرّ عامٌ حتى الآن، فما هو جديد واقع العقار وسوقه؟ يعود ومع عودته تتكشف الحقائق في السوق العقاري وتنجلي الضبابية التي اكتنفت القطاع، ويتضح المشهد للمواطنين والزوار، ويكشف المعرض الكبير – الذي يجمع العقار وصناعه وأصحاب القرار فيه – حقيقة التحديات الكبيرة التي تواجه وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية.
والحقيقة التي لا ينكرها أحد، أن هاجس السكن للمواطن لازال الهم الأكبر للدولة ونلمس ذلك في الجهود المرئية التي تدل على حرص قيادتنا الرشيدة على رفاهية المواطن وتوفير السكن له، ولكي يساعد الخبراء والمختصون الجهات المعنية بالمشكلة لابد من تحليل دقيق ورسمي لواقع وإنجازات وزارة الإسكان، بكل شفافية، ليعلم الإعلام والمواطن حقيقة ما تم تقديمه على أرض الواقع وأن تعلن رسمياً وبالأسماء في كل شهر كم مواطناً استلم مسكنه؟ وكم مواطناً تعثر؟ ومن سقط اسمه؟ وكم من المستفيدين رفضوا استلام المنتج بحجة عدم ملاءمته مع رغباتهم، وخاصة أن الوزارة تصدر شهرياً أرقاماً بالمنتجات السكنية والتمويلية حتى بلغت في 2017 حوالي 280 ألف منتج، و84 ألفاً أخرى، خلال دفعات 2018 حتى أبريل الحالي!!, هذه الأرقام أفرزت عدم ثقة المواطن بالوزارة والصندوق العقاري والمطورين؛ مما جعل المستقبل غامضاً ومبهماً!!
يجب أن يكشف الصندوق العقاري عن أسباب العزوف عن الاقتراض لمن أعلن عن أسمائهم وأسبابها، وأين الخلل؟ هل يتعلق بالمطورين، أم بالممولين، هذه الدوامة أضاعت جهود ومبادرات الوزارة حتى أصابتها الحيرة وهي تهرول بين المطورين والممولين وكلاهما يفتقد الحلول والآليات، ويتعلل بالمخاطر خاصة مع أنظمة البيع على الخارطة الهالكة، وحتى بدائل الاقتراض والدعم غير واضحة لموظفي «الإسكان» والمواطن والإعلام؛ «فيه أحد فاهم شي؟ «!!
للأسف ضاع من كان حلمه اقترب.. وضاع من كان يأمل والكل ينتظر على شواطئ السراب منزلاً ومسكناً ظليلاً.
وإذا أخذنا على سبيل المثال تجربتنا السابقة في إسكان الرياض وإسكان الخبر وإسكان وزارة الدفاع والحرس الوطني، نجد أن نهضة البناء والمشاريع السكنية ممكنة، بل أسهل إذا تبنتها الحكومة وأجود وأعدل، وأن توزع مساكنها للمستحقين، بالتقسيط المريح للمواطنين بعد اكتمالها، هنا سنلمس الحقيقة عندما نشاهد مراحل البناء المختلفة والمشاريع ومجمعات متعددة الطوابق أمام ناظرينا، وسينتظر المواطنون تسليم وحداتهم السكنية، بأمل كبير وهم يشاهدون مراحل البناء على أرض الواقع وليس على الأوراق، أو على الخارطة.