لا شك بأن تملك مسكن في المملكة بات من الأحلام بين فئة الشباب، وخاصة ممن يشغلون وظائف حكومية وذلك بسبب انخفاض معدل الدخل في سلم الوظائف الحكومية التي يشغلونها، وعدم وجود برامج إسكان خاصة بمنسوبي الوزارات، وقد يتعدى ذلك لعدم وجود وعي وتخطيط لدى الشباب. وقد وعت وزارة الإسكان لهذه الفئة؛ فقد أظهرت دراسة لها حول جدوى برامج التمويل وتحديد الفئات الأكثر حاجة له من قبل المؤسسة، وأظهرت الدراسة أن الفئات العمرية الشابة هي الغالبية العظمى من موظفي الدولة التي بحاجة إلى تأمين مَسْكن مناسب. ( مشاريع سكنية )
واستدركت الدراسة أهمية شراء مَسْكن جاهز (لا يزيد عمره عن عشر سنوات) لتلافي الدخول في إشكاليات عند تنفيذ برامج التمويل المختلفة على المساكن التي سيتم تنفيذها أو التي تحت التنفيذ أو المساكن التي مضى عليها فترة زمنية طويلة، كما أكدت الدراسة على أهمّية عدم تحميل المقترض أعباء مالية تؤثر على مستوى معيشته. وفي هذا العدد أرادت صحيفة أملاك أن تسلط الضوء وتبحث موضوع التملك العقاري بين موظفي القطاع الحكومي الشباب للتأكد من وجود مشكلة إسكان لديهم، وللتعرف على المعاناة والأسباب والحلول المقترحة لدى الموظفين لهذه المشكلة.
ناصر: امتلكت منزلاً بمساعدة الوالد
بدأ الحديث الأستاذ ناصر بن محمد الذي يحمل شهادة الماجستير في الاقتصاد وهو في منتصف الثلاثين ويعمل في أحد الوزارات الحكومية في مدينة الرياض على المرتبة العاشرة، مفيداً بأنه يمتلك عمارة سكنية صغيرة بها أربع شقق، وأنه اشتراها قبل (15) عاماً بتوجيه ومساعدة والده، الذي كان لديه الفكر والتخطيط ليتنبأ بأن الحياة ستقسو على ابنه عندما يبدأ حياته الزوجية ويرزق بالأبناء. وأضاف الأستاذ ناصر بأن تلك البناية الصغيرة تساعده في دفع رسوم ابناءه الذي اختار تعليمهم في أحد المدارس الخاصة، وأنه يرغب في امتلاك منزل أكبر لكن قدرته المادية لا تساعده.
الحيدر: الحل في برامج وزارة الإسكان
أما الأستاذ خالد الحيدر الذي يعمل في أحد فروع وزارة المالية في المدينة المنورة والذي يسكن في شقة علوية صغيرة مكونة من غرفتين نوم ملحقة بمنزل والديه، فيجد أن حلم امتلاك منزل يعد مستحيلاً في ظل إمكاناته المادية المحدودة وكبر مسؤولياته المادية، وأنه يقدر دعم والده له الحالي، لكن أسرته تنمو مع الوقت ويريد الاستقلال بمنزل خاص به، ويرى الحل في اللجوء لبرامج وزارة الإسكان ليتمكن من شراء شقة سكنية.
الخالدي: لابد من التكافل بين الزوجيين
وبدوره الأستاذ طلال الخالدي الذي يعمل مهندساً في أحد الوزارات في مدينة الدمام فقد تمكن بالتكافل مع زوجته التي تعمل معلمة من تملك منزله الأول في النرجس، وأفاد أنه في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة في الوقت الحالي فإنه من الصعب على أن تستطيع العائلة الاعتماد على دخل رب الأسرة فقط خاصة إذا أرادت تلك العائلة تملك منزل، وأنه لابد من التعاضد بين الزوجين لتملك المسكن مع ضمان الحقوق القانونية لكليلهما.
السبيعي: أخطط للبنيان بعد سنتين
أخبر الأستاذ سليمان السبيعي بأنه يمتلك قطعة أرض بمساحة 350 متر في حي النرجس، وأنه تمكن من شراءها بالتقسيط، فهو يعمل منذ 12 سنة في وزارة العدل، وأنه وجد فرصة لتملك قطعة أرض، ولجأ إلى أحد مصادر التمويل وتحمل استقطاع نصف راتبه لمدة 10 سنوات حتى يسدد ثمنها كاملاً، وأضاف الأستاذ سليمان بأنه سعيد جداً بقراره وأنه بفضل الله وتوفيقه ثم التوجيه من أخيه الأكبر بأن يتخذ هذا الخيار لما استطاع أن يتملك. وعند الاستفسار منه عن تخطيطه للبنيان أجاب بأنه يأمل أن يبدأ بعد سنتين من الآن بعد أن يجمع مبلغاً من المال، وأنه ينوي أن يحوي التصميم على «شقة مسروقة» حتى يؤجرها لاحقاً ويستفيد من الدخل العائد.
متعب: انخفاض تكاليف المعيشة سهل المهمة
أما الشاب متعب بن حاتم الذي يعمل في أحد البلديات في إحدى محافظات المملكة أخبر بأنه يمتلك منزله الخاص في نفس المحافظة التي يعمل بها، وأن تملكه لهذا المنزل كان بفضل منحة الأرض التي حصل عليها ومن ثم تمكن من بناءها على مدى 7 سنوات. وأضاف بأنه تمكن من ذلك بفعل انخفاض تكاليف المعيشة في المحافظة التي يعمل بها وأنه كان يعيش مع أسرته في منزل والدته التي يرعاها، وأنه لن يتمكن من تملك منزل إذا كان يعيش في أحد المدن الرئيسية كالرياض أو جدة.
التخطيط منذ الصغر قبل فوات الآوان
وينصح الخبراء جميع الشباب بتغيير الفكر الاستهلاكي وتبني فكر قائم على حس المسؤولية والتخطيط منذ الصغر قبل أن يسرقه الوقت، وأن يبدأ منذ الوهلة الأولى في التخطيط في التملك وذلك عبر اللجوء لبرامج التمويل الميسرة لوزارة الإسكان أو أحد البنوك التجارية أو مساعدة أحد والديه أو إخوته، حتى وإن اقتصر ذلك على شراء عقار مبدئي سواءاً شقة أو منزل أو أرض، وذلك قبل زيادة مسؤوليات هذا الشاب وزيادة النفقات تبعاً لذلك.