رحيل الأمير سعود الفيصل هزة عنيفة وفجوة في الدبلوماسية العالمية

رحيل الأمير سعود الفيصل هزة عنيفة وفجوة في الدبلوماسية العالمية

سيطرت عبارات الحزن والأسى على أمن رفع أكثر من مليوني مغرد في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، وهم يرفعون تعازيهم  الصادقة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وإلى الأسرة المالكة وإلى الشعب السعودي النبيل، في وفاة الأمير سعود الفيصل ” أمير الدبلوماسية”، معبرين عن عظيم مصابهم ومشيرين إلى أن رحيله، يعد خسارة كبيرة للدبلوماسية العربية، والعالمية.

حيث كان الفقيد علماً من أعلام ومهندسي السياسة العربية والعالمية , وكان صوته مؤثراً في المحافل الخارجية, مما جعل العالم أجمع ممثلاً في رؤساء ووزارء خارجية والسفراء يسارعون للتعبير عن الخسارة التي ألمت برحيل الأمير الفذ سعود الفيصل -رحمه الله-، مؤكدة أنه خسارة للدبلوماسية العالمية وسيظل قامة شامخة مبادئاً راسخة في مجال الفكر والسياسة.

باراك أوباما: عمل من أجل السلام في المنطقة

ومن جانبه أعرب فخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية باسمه ونيابة عن الشعب الأميركي عن عميق تعازيه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى شعب المملكة في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على الشؤون الخارجية -رحمه الله-، وقال الرئيس الأمريكي في تصريح له إن الأمير سعود الفيصل كان دبلوماسياً ملتزماً بارعاً، وقد شهد من خلال عمله وزيراً للخارجية بعضاً من أكثر الفترات تحدياً في المنطقة، وكان هدفه السلام، وهو ممن فاوض على إنهاء الحرب الأهلية في لبنان، وساعد على إطلاق مبادرة السلام العربية.

كاميرون: استفدت شخصياً من حكمة الفقيد

وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن عميق تعازيه في وفاة الأمير سعود الفيصل -رحمه الله-؛ وقال كاميرون «لقد علمت ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل. لقد استفاد الكثيرون بما فيهم أنا شخصيا من حكمته وتجربته الطويلة والمميزة في الشؤون الدولية. وإنني إذ أدعو له بالمغفرة، فإنني أتقدم بخالص العزاء للأسرة الحاكمة وشعب المملكة في مصابهم الجلل.

الديوان الملكي ينعي أمير الدبلوماسية

هذا وقد كان الديوان الملكي قد أصدر بياناً قدم فيه نعيه لللشعب السعودي جاء فيه:

انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس 22 / 9 / 1436ه في الولايات المتحدة الأميركية الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وسيصلى عليه -إن شاء الله- في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء اليوم السبت، ولقد عرف الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع الفقيد على مدى خمسة عقود قضاها في خدمة دينه ووطنه وأمته بكل تفان وإخلاص مضحياً في سبيل ذلك بصحته فكان -رحمه الله- رمزاً للأمانة والعمل الدؤوب لتحقيق تطلعات قيادته ووطنه وأمته، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجزاه خير الجزاء عما قدمه لدينه ووطنه، إنا لله وإنا إليه راجعون.

عادل الجبير : سعود الفيصل ثقافة موسوعية وقدرة تفاوضية العالية

رفع وزير الخارجية عادل الجبير أخلص التعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والأسرة المالكة الكريمة وشعب المملكة والأسرة الخليجية والآمتين العربية والإسلامية في فقيدها الأمير سعود الفيصل ـ رحمه الله ـ .

وقال في : ” تشرفت بالعمل مع الأمير سعود الفيصل لثلاثة عقود ومنذ دخولي الحقل الدبلوماسي بوزارة الخارجية ، وحظيت بمرافقة سموه ـ رحمه الله ـ في العديد من جولاته ومباحثاته الثنائية والمتعددة ، لم يكن سموه رئيساً فحسب بل كان بمثابة القدوة والوالد والمربي الفاضل ، وأسس مدرسة متفردة في السياسة والدبلوماسية بثقافته الموسوعية وحكمته وذكائه المتقد ، وقدرته التفاوضية العالية ، وتفانيه منقطع النظير في خدمة الدين والوطن وقضايا الأمتين العربية والإسلامية ، وخدمة الأمن والسلم العالميين”.

وأشار إلى أن الأمير سعود الفيصل كان دائماً خادماً لدينه ،حظي بثقة قيادته على مر العهود ناصحا أمينا لها ، ومنفذا لتوجيهاتها الكريمة بكل صدق وإخلاص ، استمت شخصيته بالخلق الرفيع والتواضع الجم مع الكل باختلاف مواقعهم ، ومن أبرز سماته الحلم الشديد في أحلك المواقف ، الأمر الذي كان يمكنه من التعامل مع الأمور بكل هدوء واتزان وموضوعية .

وأضاف : منذ تشريفي بالثقة الملكية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ وتعييني وزيراً للخارجية ، لم يبخل الأمير سعود الفيصل ـ رحمه الله ـ علي بالدعم والنصح والمشورة الصادقة كلما طلبتها منه .

واختتم وزير الخارجية تصريحه متضرعاً إلى المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ، ويسكنه فسيح جناته وأن يجزيه عن الوطن خير الجزاء محتسبا جهوده الخيرة على مدى أربعة عقود في موازين حسناته .

 

 

 

Exit mobile version