مقالات صحيفة أملاك.. عبدالعزيز العيسى يكتب: الرسوم تكشف مسار العقار

مقالات صحيفة أملاك.. عبدالعزيز العيسى يكتب: الرسوم تكشف مسار العقار

حدث ما كان متوقعا، فقد انخفضت قيمة مبيعات الشقق والفلل بصورة لافتة مع أول أسبوع يتم فيه صدور فواتير رسوم الأراضي البيضاء، كمرحلة أولى في منطقة الرياض، ونتيجة لذلك انخفضت قيم الصفقات العقارية بنسبة تعدت الأربعين بالمئة، في  الصفقات الأسبوعية.

وهذا الانخفاض ربما يجعل الكثيرين يشعرون بشئ من  التفاؤل  على أمل أن تعود أسعار  الأراضي والعقار إلى مسارها الصحيح والمعقول بعد أن وصلت إلى أرقام  فلكية وقف أمامها الكثير من المواطنين موقف المتفرج الذي أصابته الدهشة مما زاد من  التوسع الكبير في دائرة عدم قدرة المشترين على شراء الأراضي والوحدات السكنية المعروضة للبيع، وأدى ذلك إلى تفاقم أزمة السكن التي طال أمدها، على الرغم أن الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها وزارة الإسكان تبذل جهودا مقدرة في هذا الصدد، ولكن الحل الكلي لازمة السكن يحتاج إلى وقت طويل..  والآن كل المؤشرات والدلائل  تشير إلى أن تطبيق رسوم الأراضي البيضاء سوف يعمل بالتدريج على إعادة صياغة السوق العقارية بصورة عامة وبالتالي يؤدي إلى تحولات جوهرية  أبرزها الانخفاض التدريجي للوحدات السكنية والأراضي حيث من المتوقع أن يبدأ ملاك الأراضي في تطوير أراضيهم وبالتالي ضخ المزيد من مساحات الأراضي بحيث تكون مناسبة للبناء وبأسعار جيدة ومعقولة.

وبالعودة إلى الأرقام والإحصائيات المتعلقة بحركة مبيعات السوق العقارية، نجد أن قيمة الصفقات العقارية شهدت تراجعات  كبيرة وصلت إلى مستويات متدنية جدا ، حيث لم تتجاوز 3.2 مليار ريال وذلك مع نهاية الأسبوع الرابع عشر من العام الجاري. بالإضافة إلى ذلك نجد أن  الصفقات العقارية والعقارات المبيعة قد انخفضت  بنسبة 15.3 في المائة، كما انخفضت، أيضا مساحة الصفقات العقارية لأكثر من 14 بالمئة.

وهذه النتائج منطقية ومتوقعة، فردة فعل السوق العقارية  تأثرت تأثيرا مباشرا عند  صدور أولى فواتير رسوم الأراضي في منطقة الرياض، ومع  تراجع مستويات السيولة المحلية ، فمن المتوقع أن تتوسع دائرة الانخفاض في أسعار الأراضي ومبيعات الوحدات السكنية عند  بدء صدور فواتير رسوم  الأراضي البيضاء داخل المدن والمحافظات الأخرى، خاصة في المنطقتين الغربية والشرقية لما لهما من تأثير كبير على الحراك العقاري بصورة عامة في المملكة.

الخطوات المتسارعة تدعونا نشعر بالتفاؤل بأننا على أعتاب مرحلة جديدة تعاد فيها صياغة السوق العقارية لترسو أسعار الوحدات السكنية والتجارية والأراضي عند مستويات منطقية حتى تصبح في متناول يد الجميع،بإذن الله تعالى.

Exit mobile version