يعاني السوق العقاري في هذه الفترة من ركود مزعج وذلك بتحفظ الكثير من الملاك للبيع لأسباب عديدة متعلقة بالسوق أو لنظرتهم الاقتصادية الخاصة، مما يعرضهم لخسائر مؤكدة قد تكون ملموسة بالنسبة لهم أو غير ملموسة.
وبلغة الحسابات والأرقام: إذا كان للمالك أرض قيمتها السوقية 100 مليون ريال وسعر الفائدة في السوق 5% ولم يحركها صاحبها بالبيع أو الاستثمار سيفقد سنوياً أرباحاً كانت منتظرة (كتكلفة فرصة بديلة) بقيمة (5 ملايين ريال)، بمعنى أنه خلال خمس سنوات تكون خسارته (25 مليونا) ومثل هذا النمط يشمل التعامل مع العقارات غير المدرة للأرباح، فالنموذج أعلاه أيضا تستخرج منه الزكاة بنسبة 2.5% (2.5 مليون ريال سنوياً) وزكاة خمس سنوات (10 ملايين ريال) ومجمل الخسارة في هذه السنوات الخمس 35 مليون ريال.
هذه هي الحالة الاقتصادية للأراضي المجمدة قبل تطبيق نظام رسوم الأراضي البيضاء التي تم الإعلان عن قرب موعد تنفيذها وفي حال تطبيقها سيكون تأثيرها كبيراً ومؤلماً يزيد الخسارة فالتخلص منها أو استثمارها مكسباً للجميع بما في ذلك المواطن الذي يبحث سكن بسعر مناسب وفي حدود إمكانياته.
وعلى حسب تقديرنا هناك عدة عوامل ساعدت على عدم تحريك العقارات، أهمها انخفاض الدخل العام الذي كان له أبلغ الأثر في الطلب على العقارات وحركة السوق بشكل عام وكذلك دخول وتطور تقنيات البيع عبر شبكة الإنترنت أيضاً ساهم في الحد من حركة العوائد على شراء العقارات حاليا ومستقبلا، هذا علاوة على حالة الترقب والانتظار العامة التي تغطي بضبابيتها ملامح السوق العقاري.
لذا يجب على شريحة الملاك الانتباه لهذه الخسائر وتفاديها بالتخطيط السريع وإعلان البيع والاستثمار بخلق تحالفات قوية مع المطورين العقاريين من أجل الدفع بتلك الأراضي إلى نطاق العمران لتكون رافداً إضافياً لمصادر الدخل، أو المساهمة بالعقار المجمد في شركات تطوير كبيرة ويعوض المالك بأسهم وتأتي هذه الحلول المقترحة متماشية مع الوضع الاقتصادي الراهن الذي يعزز ثقافة «تنوع الدخل» كإفراز طبيعي لسياسة وبرنامج التحول الوطني التي تبدأ من الفرد مروراً بالمجتمع الذي يشكل في مجمله تنوع مصادر الدخل للدولة.
ومن باب الشجاعة أمام النفس يجب الاعتراف بهذه الخسائر لمعالجتها ليستفيد مالكها أولا والمجتمع ثانيا ، ولابد من البحث عن الفرص البديلة المربحة ربحاً مباشراً لتحريك الأصول الثابتة أو جزءاً منها لتقليل الخسائر والبحث عن أصول أخرى مدرة بعوائد أفضل، فقد قيل
«وقف الخسارة ربح». وخصوصا عندما تكون المؤشرات المستقبلية القريبة لا تبشر بنموها.
* رئيس التحرير