عبد العزيز العياضي :
لست متفائلاً بواقع القطاع العقاري في الوقت الحالي.. وأشجع الاستثمار في التجارة والاستيراد
عندما ارتفعت أسعار الأراضي تركت العقارات.. وآخر فلة بعتها قبل 7 سنوات
في جلسة حوار هادئة اتسمت بوقار الرجال الكبار التقى فريق «صحيفة أملاك» برجل الأعمال العقاري عبد العزيز بن عبد الله العياضي, المولود في جلاجل سدير التي تبعد 180 كيلومتر من الرياض عام 1353هـ, وعلى الرغم من بلوغه من العمر 86 عاماً, إلا أنه تبدو عليه حيوية الشباب متمتعاً بذاكرة قوية استحضرت تفاصيل أكثر من 65 عاماً من العمل والاجتهاد, وقد بدأ حياته العملية بالكتاتيب والتدريس, وانتهي بالعمل الحر.
حدثنا عن بدايات حياتك؟
الوالد – يرحمه الله- كانت له تجارة وأعمال بالكويت, وانتقلنا وأنا عمري 15 سنة إلى الرياض ثم للجبيل التي درست فيها المرحلة الابتدائية, وبعد ذلك رجعت إلى الرياض, والتحقت بوزارة المعارف مدرساً في قرية قريبة من الكويت (قرية العليا) وتبعد عنها 110 كلم, وكان ذلك أيام عهد الملك سعود – يرحمه الله- فقد كان كل من يجيد الكتابة والقراءة والكتابة يُعين مُدرساً, عكس أيامنا الحالية التي تشترط أن تكون خريجاً جامعياً من كلية التربية, بعد ذلك توظفت في مستشفى الشميسى عند افتتاحه واستمرت فترة خدمتي فيه حوالي 20 سنة لأطلب التقاعد مبكراً.
بداية العمل الحر والاستثمار
يواصل عبدالعزيزالعياضي حديثه مع صحيفة أملاك العقارية موضحاً أنه بعد التقاعد أسس مؤسسة للتجارة والمقاولات بالشميسي, ومكتب عقار في السلمانية, والحمد لله استطعنا تنفيذ عدة مشاريع في المقاولات وشبكات المياه.
وبعد ذلك دخلت في شراكة في مجال العقار وأسسنا مؤسسة للاستثمار فيه عام 1396هـ , واستمرت لمدة 15 سنة لتنتهي في 1409هـ, وكانت الشراكة تضم محمد الأحيدب وعبدالله سعيد الأسمري وعبدالله العساف, وبعد فض الشراكة دخلت في تجارة الأدوات الطبية (جملة أرزاق), ولكن الاستثمار في العقار له مميزات إيجابية وهو من الأنشطة الثابتة, ولكني تركته عندما ارتفعت أسعار الأراضي, وآخر فلة بعتها منذ 7 سنوات في 1432هـ, وكان العقار قد بلغ القمة حتى وصل المتر المربع 2000 ريال, في ذلك الوقت معظم المستثمرين ورجال الأعمال دخلوا في القطاع بجانب تجارة الأسهم التي انتعشت في ذلك الوقت.
هل دخلت في الاستثمار في المساهمات العقارية؟
نعم دخلت في مساهمات عقارية مثل مساهمة الدخل المحدود في حي العريجاء التي لها 40 سنة ولم تحل حتى الآن على الرغم من توفر الصكوك الشرعية, ويوجد صك طوله 10 متر مصدق من التمييز والقضاء الأعلى.
كيف ترى الاستثمار الأمثل في الوقت الحالي؟
أقول بكل صراحة إنني ليست متفائلاً بواقع القطاع العقاري في الوقت الحالي, وأشجع الاستثمار في التجارة والاستيراد والتصدير للأصناف الجيدة والمرغوبة, وكذلك نجد أن مستقبل الصناعة ممتاز على الرغم من المنافسة العالية.
كيف ترى المستقبل أمام الأجيال القادمة؟
الحمد لله المستقبل مشرق والمجال واسع للأجيال القادمة, ويجب أن يتعلموا ثقافة العمل الحر والخاص بدلاً من الوظيفة, وأقترح على الدولة تبني فكرة إقامة مشاريع وتمليكها للشباب أسوة باليابان, والمملكة الحمد لله خيرها وفير, والدليل على ذلك هنالك الكثير من الأجانب لهم استثماراتهم الخاصة.
أرامكو والوظيفة؟
في بداية عمري تقدمت لوظيفة محددة في «أرامكو السعودية» ولم يحالفني التوفيق بسبب عدم تجاوز اختبار النظر, وكانت الحياة قاسية جداً قد يمر عليك وقت ولا تملك ما يكفي يومك, وكانت الأجور اليومية (ريالين) مع التدريب.
ماهي الأحياء التي عملت بها في العقار؟
تنقلت في أكثر من حي حيث عملت في حي المصيف والجيرة «دروازة البسيطاء» جنوب الرياض, ومن ثم حي عليشة الذي امتاز بسكن بعض الأمراء مثل الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود, وقد تمت تسمية عليشة على بستانه, بجانب الطبقة الراقية مثل السبيعي والسويد والحميض وبن دنان وآل الشيخ والخريف, كانت في ذلك الزمان الأبواب مفتوحة للناس وهم يحبون التواصل وخاص في الأعياد.
بماذا تنصح الشباب السعودي؟
علمتنا التجارب والحياة أن الكسب باليد يفتح أبواباً أخرى للرزق, والعمل الحر الخاص مهما كان عائده بسيط سيكبر, ونوصي شبابنا بالتحلي بالصبر والأخلاق الرفيعة, وجعل راحة العميل وثقته هي الهدف, وإذا أخذنا المطاعم مثلاً بها خير وفير وقابلة للتوسع والازدياد, ويوجد بها عدداً من الأجانب وهم يستثمرون فيها.
كلمات أخيرة؟
أشكر لشباب صحيفة أملاك العقارية مبادرتهم الطيبة لزيارتي والحوار معي, فهم حقيقة رجال مخلصين للوطن, يقدمون خبرات رجال الأعمال للأجيال القادمة, ولها بصمات واضحة في السوق العقاري, وأتمنى لهم التوفيق والنجاح.
كلمات على لسان عبدالعزيز العياضي
أبنائي عبدالله وهو رجل عقاري ويملك عمائر, والثاني حمود الموظف في مجلس التعاون الخليجي وله نشاط في تجارة الأسهم.
منذ 10 سنوات وكل زملائي أعمارهم وصلت 80 سنة, وقد تقاعدوا عن العمل وليس لهم نشاط.
العمل في المجال الهندسي ممتع وليس به مشاكل أو عقبات, وفي رأيي يتصدر الهنود المرتبة الأولى في هذا المجال ثم الجنسية الفلبينية التي تمتاز بالمهارة ولكن يعيبها البطء, ونتمنى من الشباب السعودي زيادة فرص وجوده في العمل ونشاهد فنيين في ميدان العمل.