لطالما كان المستثمر السعودي رقما صعبا في السوق العقاري بدولة الامارات العربية المتحدة فهو في صدارة أكثر المستثمرين على صعيد العدد وقيمة الاستثمارات بين باقي اشقائه من باقي دول مجلس التعاون الخليجي العربي ومنافسا قويا لباقي الجنسيات العربية والأجنبية لاسيما في مناطق التملك الحر.
قالوا إن العقار يمرض ولا يموت، ولكن مرض العقار ليس كمرض الإنسان، فالعقار يعود أقوى مما كان عليه وينمو بسرعة أحيانا وببطئ أحيانا أخرى.
وعقارنا الخليجي تقل لياقته أحيانا ولا أظنه دخل حالة المرض بعد، ومازالت البيئة العقارية صحية في صعود ونزول، ولكننا لم نصل لمرحلة المرض. ومن يريد أن يعرف معنى المرض العقاري فليرى حال العقارات في دول عربية أخرى تحيط بخليجنا، فلديهم العقار قد مرض، ولم يمت. ونحن العقار ما زال في نمو مستمر بين سريع وبطيء. فعقارات الخليج أكثر أمانا وأكثر بركة من أغلب عقارات العالم. أما مستقبلنا العقاري في بيتنا الخليجي الموحد النامي، والطامح لمستقبل ذي ثورة صناعية رابعة، فإن مفاهيم العقار للحقبة القادمة قد تغيرت، فالذكاء الصناعي هو سيد الموقف، فعقار المستقبل سيكون أكثر تنظيما وتقنية وتحكمه الأنظمة التجارية الإلكترونية. فسوف نشهد أسواقا عقارية سحابية من خلال التطبيقات الذكية، وستعقد الصفقات إلكترونيا وبلمسات أزرار الحواسيب والهواتف.وفرص العقار ستكون من نصيب أصحاب التقنيات الذكية، وستتحول البيوت والناطحات إلى مبانٍ خضراء وصديقة للبيئة، تعتمد على هواء الطبيعة ونور الشمس وتقلبات الليل والنهار.
وأكبر شاهد على الحقبة العقارية المستقبلية، إمبراطورية نيوم الاقتصادية، فهي دولة في مملكة، وستكون أول وأكبر رقعة جغرافية عقارية ذكية على كوكب السلام في مملكة السلام.
فهل استعد صغار العقاريين والمتوسطين منهم لأخذ قطعة أو بقعة أو ناصية في هذه الإمبراطورية. فالفتات من مستعمرة نيوم يغني. نصيحتي لكل ذي لب، أن يضع العملاق نيوم ضمن راداره الاقتصادي وعلى قائمة أهدافه المستقبلية، والاستعداد يبدأ من هذه اللحظة ومن بعد هذه النقطة .«نيوم» علم وفكر وازدهار وحضارة وحاضنة لاقتصاديات المستقبل واقتصاديات الدول. كيف ستكون مدارسها، وكيف ستكون مولاتها، وكيف ستكون مكاتب عقاراتها، وكيف ستصمم مبانيها، وكيف ستتم تداولات عقاراتها، وكيف ستنمو ثروات الأثرياء فيها، وكيف ستنتقل الثروات وتدور فيها. وكيف وكيف وكيف؟، أسئلة طويلة وعديدة، من يتأملها ويكتشف مابين سطورها، سيكتشف كنوز الله فيها.
خريطة الثراء العالمي ستتغير هنا في «نيوم»، وأعداد الأثرياء في وطننا العربي سوف يزيد، وسوف نشهد فئات متنوعة من الأثرياء، منهم أثرياء الذكاء الصناعي، وأثرياء التجارة، وأثرياء أسواق البورصة والمال، وأثرياء العقار، وأثرياء السياحة، وأثرياء المصحات والاستشفاء، وأثرياء الخدمات، وسنشهد بنية تحتية مالية اقتصادية، ينتعش فيها المال ويتكاثر وينمو.
من يدري قد تجتمع كنوز الأرض في «نيوم»
«نيوم» الرابط والرافد، رابط للدول ورابط للقارات، ورافد للمملكة وللخليج، بل ولكل الدول العربية، وستكون المدينة الاقتصادية التي تشد إليها رحال التجار وتقصدها رؤوس الأموال، وتنصاها العقول والأفكار.