بخطوات متسارعة وواثقة تنتظم منطقة تبوك حركة دؤوبة وهي تستقبل «مدينة نيوم» العملاقة لتكتمل بها دائرة التحليق بالمملكة نحو العالمية كأضخم مشروع عالمي، حيث رصدت له الدولة أكثر من 500 مليار دولار ليمنح أجيال رؤية 2030 الريادة والسبق في تسخير التقنيات والتكنولوجيا فوق الرقمية لصالح الإنسانية والعقل البشري وهي تتمدد في ثلاث دول.
وتبعاً للإعلان الرسمي عن «نيوم» فقد انتظمت منطقة تبوك حركة بناء وتشييد جادة حولتها لخلية من النشاط انتعشت على أثرها جميع القطاعات المرتبطة بالعقار والمقاولات والتشغيل؛ حتى رأينا مئات الشركات الكبرى تزحف نحو «نيوم» ليكون لها شرف وضع اللمسات الأولى والمشاركة في مشروع القرن, ومع بدايات تهيئة مساحة «نيوم» العملاقة التي تقدر بأكثر من 26500 كيلو متر مربع لتجهيز البنيات التحتية والمساكن والطرق بمختلف تصاميمها نالت المنشآت الصغيرة والمتوسطة نصيباً مقدرا من تنفيذ العمل، وأظهرت تبوك إمكانيات كبيرة وسوق واعدة سيحدث نقلة نوعية في الاستثمار وتدعيم الحركة الاقتصادية والتنموية منطقة تبوك في المجالات كافة وخاصة أن المشروع يُعد تنفيذاً فعلياً وسريعاً لبرامج الرؤية 2030 وضربة قاضية للذين شككوا، أو انتابتهم الظنون في إمكانية تنزيل الرؤية القاصدة لأرض الواقع لتأخذ بيد الاقتصاد إلى آفاق بعيدة وفريدة تعزز مكانة المملكة في المحافل العالمية؛ وخصوصاً أن «نيوم» تخطط لاجتذاب 10% من التجارة العالمية.
وفي ذات الوقت الذي تزدهر فيه تبوك لاستقبال «نيوم», تتسارع وتيرة تنفيذ بعض برامج رؤية المملكة 2030 وسن المزيد من التشريعات المنظمة للاستثمار وتحفيز الشركات الأجنبية للدخول برأس مال 100%؛ وعلى المستوى السياحة والترفيه مثلاً؛ بدأت الرياض في تنفيذ أكبر مدينة للترفيه بمشروع القدية لترفع فيها مؤشرات الفخامة حتى تصبح واحدة ضمن أفضل 100 مدينة للعيش على مستوى العالم وفي المجالات الاستثمارية تم رصد 300 – 500 مليون دولار لبناء مشاريع استثمارية في المملكة، على أن تكون باكورة هذه المشاريع في العاصمة الرياض، ثم جدة، وكل ذلك ليس خطط للمناقشة ولكنها أصبحت الآن بفضل الله برامج عمل.
هذه مؤشرات وأمثلة عابرة لجدية القيادة- وفقها الله- في التطبيق المبرمج وتعززها جولة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية في زيارة نوعية لكبرى الجامعات والشركات العالمية التي تساعد في تنفيذ الرؤية مما وصفها المراقبون بأنها تحمل «تطلعات شعب وهموم أمة»، بينما جاءت افتتاحية صحيفة الدايلي خلال زيارة سموه لبريطانيا «مستقبل السعودية».