كغيرها من الخدمات والسلع الأساسية المقدمة, تجد أسعار العقارات اهتماماً كبيراً من المحللين وخبراء العقار رغم اختلاف وجهات نظرهم, ويصاحب ذلك جدلاً واسعاً في القطاع والمجالس الخاصة, فعند تراجع أسعار بيع العقارات مثلاً نجد فريقاً من المحللين يتهللون ويذرفون دموع الفرح, ليس لأن السلعة باتت في متناول يد وإمكانية المستهلك؛ إنما للخسارة الكبيرة التي ستقع على أخيه العقاري, وقد تناسوا القاعدة ( لا ضر ولا ضرار) وحديث رسول الله صل الله عليه وسلم( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) رواه البخاري ومسلم .
وفريقٌ آخر من المحللين تجده يزن الأمور ويضع النقط على الحروف بكل احترافية ومصداقية, إلا أن بعض التجار يحزن صدورهم هذا التحليل الموضوعي لأنه لا يخدم مصالحهم, بينما المستثمر العقاري الناجح يستفيد من مؤشرات هذا التحليل ويعتبره نقطة انطلاق لمعالجة الأخطاء واقتناص الفرص لتصحيح أوضاع عقاراته بما يتناسب مع السوق.
ومن واقع تجربتي العملية بالقطاع العقاري, وصلت لنتيجة وقناعة مهمة وهي أن المستأجر يبحث دائماً عن خدمات ما بعد البيع (وهنا أعني ما بعد الاستئجار), حيث يطمح في تقديم خدمات محددة في العمارة التي يرغب في السكن فيها؛ مثل الحراسة والكاميرات الأمنية وخدمة الغاز المركزي والتكييف والنظافة وخدمة المواقف الخاصة بالسيارات, هذا فضلاً عن خدمة الصيانة, وغيرها من خدمات, وحين يجد المستأجر هذه الخدمات فمن الطبيعي أن يكون أحد عملائك الدائمين .
وعدم قراءة السوق العقاري بصورة صحيحة وأخذ تحليل الخبراء الموثوق فيهم تسبب في خروج عدد كبير من الشقق السكنية والمحلات التجارية من سوق الطلب لارتفاع أسعارها وعدم وجود خدمات بها مما أدى لعزوف المستأجرين لفترات طويلة , ولذا يستوجب نصح الملاك بوضع معالجات عقاراتهم وتجديدها باستمرار والبحث عن مصادر الاستقرار لدى المستأجرين وتنفيذها .
وتأكيداً لما ذهبنا إليه, نجد شريحة كبيرة من المستأجرين مواطنين وأجانب يبحثون عن السكن في المجمعات السكنية الخاصة (الكامبوند) مع ارتفاع أسعار التأجير فيها وتجدها في الغالب مؤجرة بالكامل والسبب يعود في الخدمات المقدمة في داخلها مثل النقل المدرسي المجاني وخدمة التوصيل لمراكز التسويق التجارية والصيانة الدورية للمساكن والمصاعد والحدائق.
الخلاصة:
خدمات ما بعد التأجير هي الأهم فهي تعني بقاء المستأجر لديك لسنوات طويلة.
*سريان الخليج العقارية
الظهران
