مع تقدم العمر وازدياد الرهق والضغط النفسي، تزداد معاناة المواطن في رحلة حلمه لامتلاك منزل، وتزداد المعاناة أكثر مع سن التقاعد للذين تجاوزت أعمارهم 50 عاماً، وذلك عندما ترفض البنوك طلباتهم في التمويل السكني المريح.
فهل مؤسساتنا تكافئ المواطن الذي أفنى زهرة شبابه في خدمة الوطن واعطاه عصارة جهده وتجاربه بهذا التقصير؟
وهل بدلاً من منحه حقه في السكن نجعله يقضي بقية سنوات عمره في هموم التفكير في اقتناء منزلٍ يأويه هو وأسرته؟
ولماذا كل هذا الإجحاف في وقت وفرت فيه الدولة نفسها كل الإمكانيات ليحصل المواطن على سكنه الآمن؟،
ومن هو المسؤول عن هذا المتقاعد الخمسيني الذي شلته الظروف وخارت قواه ما بين هموم المعيشة اليومية وهم امتلاك سكن لا لينعم فيه لنفسه بل لأجل أبنائه وستقبلهم؟
إن المعاناة التي يعيشها المواطن نتيجة رغبته الأكيدة في السكن ناتجة لخلل في التخطيط الاستراتيجي بعدم توفر الوحدات السكنية المناسبة لأسرته ولقدراته المالية، وحتى العرض الموجود لا يتناسب مع طلب المواطن؛ إما لعدم توافق مواصفاته مع الرغبات، أو لارتفاع الأسعار التي باتت في غير متناول الأيدي، وحتى المشاريع التي أعلنت عنها وزارة الإسكان – وقد تكون مناسبة في الأسعار- إلا أن طلبات المستفيدين الكثيرة قد التهمتها حتى أنها لم تشارك في معرض إكسبو السكني الذي أقيم في الظهران مؤخراً نسبة لإقفال التقديم عليها وبها قوائم انتظار، مما يؤكد تعطش السوق لمثل هذه المشاريع، وليت الوزارة تصمم دراسة تفصيلية عن رغبات كل فئة عمرية حتى لا يتفاجأ من هو على سن التقاعد بوحدة سكنية محدودة الغرف لا تستقيم معها حياة أبنائه وبناته الذين وصلوا لمرحلة سن تمنحهم الخصوصية في المنزل، فمثل هذه الفئة لا يمكن أن تتساوى رغباتها مع فئات الأسرة حديثة التكوين.
ونتمنى من الجهات المختصة البحث عن حلول متقدمة؛ وخاصة أن 70% من الأسر السعودية تفضل الحصول على وحدات سكنية جاهزة مستقلة – حسب تقرير برنامج سكني لشهر فبراير الحالي.
تكامل الجهود لتيسير امتلاك المنزل و التمويل السكني
فهل تتكامل الجهود العاملة والمبذولة في قطاع الإسكان بدءاً من:
وزارة الإسكان
وشركات التطوير العقاري
والجمعيات التعاونية
والجمعيات الخيرية
والأوقاف
في العمل كمنظومة واحدة في خدمة المواطن ذي الدخل المحدود المتضرر الوحيد والأخير من عدم الاستقرار،
وتوفر له خدمات الصحة والتعليم وخدمات التسوق اليومي في المشاريع الجديدة، حتى تكون جاذبة لمستحق السكن الجديد؟.
هذا حال المواطن المتقاعد الذي يحتاج الآن وليس غداً لسكن آمن.. يا سعادة المسؤول ظاهر بين يديك.
عبد العزيز العيسى
رئيس التحرير
==